عون خسرَ معركة إقالة رياض سلامة.. “والتيار” إلى الفبركة عُد
منذ الأزل لم تشهدْ دول العالم أي معركة قضائية بحق حاكم المصرف المركزي، كتلك المعركة التي يخوضها التيار الوطني الحر بغطاء من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. أسلوب جديد من الملاحقة ينتهجه رئيس الجمهورية وفريقه بملاحقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، عبر إقحام القوى الأمنية وإجبارها على تعطيل عمل رياض سلامة من خلال المُداهمات المُتكررة، هذا ما عدا الدعوى التي تقام في دول أوروبية؛ محاولات انتهت جميعها خالية الوفاض. هذا وضع لبنان “المغلوط”، فعملياً إن وظيفة مؤسسات الدولة الرسمية تتمثل بدعم المصرف وبتثبيت سياساته المالية، إلا أن كل ذلك غير متوفر في لبنان؛ فإن فريق رئيس الجمهورية وجناحه السياسي لا يوفرون فرصةً إلا ويطلقون الرصاص على حاكم المصرف، منتقدين سياساته ومصوبين على كافة أعماله، فقط لأجل هدفٍ واحد ألا وهو إخفاء فشلهم.
وبنظرة سريعة إلى إنجازات العهد القوي، نرى أن هذا العهد لم يستطع أن يستقوي إلا على شخصية مارونية، ظنّا بأنه سيغطي من خلال إقالتها فشله الذريع الذريع، وهذا ما لم ينجح إطلاقا.
وعلى هذا المنوال يصرُّ باسيل أن يمعن بتحريك رئيس الجمهورية حسب أهوائه، حيث أن رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي كان قد رفض، منذ ثلاثة أشهر تقريباً، طلب باسيل بإقالة رياض سلامة خلال جلسة لمجلس الوزراء حين كان عون غائباً عن هذه الجلسات لأسباب صحية قرّر باسيل استغلالها.
وفي سياق هذه الحرب التي يتشبث بها عون ليعطي لمناصريه صورة البطل “المُزيف”، يُحارب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وبالأدلة لكي يدحض كل افتراءات التيار الوطني الحر وفريق رئيس الجمهورية، حيث يؤكد مراراً وتكراراً بأنه استطاع وبمساعدة المسؤولين في المركزي تأمين الثبات والاطمئنان للبنانيين على مدى 27 سنة، كما استطاع تنفيذ خطط عدّة على مر السنين، منها خطة الإسكان التي أمّنت 175 ألف مسكن، هذا عدا التسليفات المدعومة لقطاعات منتجة، صناعية وزراعية وسياحية، ومشاريع سياحية موجودة حتى يومنا هذا استفادت من القروض والدعم التي أمنها “المركزي”.
وبالعودة إلى التشريعات، فإن سلامة يؤكد أن القرارات الخاطئة التي اتخذت من قبل الدولة اللبنانية أدت إلى عواقب سلبية على الاقتصاد، كما أدت إلى الأزمة المالية، ومن اتخذوا هذه القرارات الخاطئة هم أنفسهم من يلقون باللوم اليوم على المصرف وحاكمه بالتسبب بالأزمة.
وعليه، وفي ظل الدعاوى المرفوعة في سويسرا وفرنسا ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لا تزال جعبة التيار ورئيس الجمهورية فارغة، ولا تزال آمالهم بتوقيف سلامة “معدومة”، فحلم الرئيس عون ببناء “مجد العهد القوي” على حساب سلامة بات خيالاً من العدم.