أوضحت المرشحة لرئاسة الجمهورية السيدة مي الريحاني، أن الدستور هو المرجع والدليل والبوصلة في أي بلد ديمقراطي يحترم مؤسساته ونظامه، معتبرةً أن الأمل كبير في انتخاب رئيس جديد للجمهورية وهذا واجب وطني على النواب المنتخبين لعدم الدخول في الفراغ.
وأشارت في حديث لإذاعة “صوت كل لبنان”، إلى أنّ دعم ترشّحها للرئاسة أتى من المغتربين بالدرجة الأولى ولكن سرعان ما تحول الى دعمٍ داخلي من أدباء ومفكرين، أمّا على الصعيد السياسي، فجاء من السياديين والمستقلين وبعض التغييرين.
ولفتت الى أن البعض اتفق على اسمها للرئاسة نظراً لخبرتها وعلاقاتها الدولية، قائلةً: “الرئيس عليه أن يتمتع بعلاقات كبيرة من أجل إتمام الاتفاقيات التي تهمُّ البلد، فعلى سبيل المثال، بعد مرور سنة من المفاوضات لم نوقّع أي اتفاقية مع صندوق النقد الدولي”.
وعن الرئيس ميشال عون، اعتبرت انه لم يعد يتعاون مع الدول العربية وأهمل العلاقات الدولية ونحن بحاجة الى إعادة بناء هذه العلاقات، مؤكدةً أنّ الأهمية تكمن في وضع لجان من استشاريين من حول أي رئيس لأن التفرّد بالقرارات من دون التشاور، يصيبه بالفشل.
وأملت الريحاني، مع وصول رئاسة جديدة حكيمة وبناء علاقات جيّدة، في إنقاذ لبنان من الإنهيار الحاصل اليوم، فالعلاقات مهمة جداً مع كل الدول “الغربية والشرقية” من أجل إتمام اتفاقيات تهمّ الاقتصاد اللبناني، وقالت: “قيل لي إنه في حال لم ينتخبكِ النواب لرئاسة الجمهورية عليكِ أن تكوني وزيرة خارجيّة للبنان، والوزير عبدالله بو حبيب صديقي منذ أيام الجامعة وكان سفيراً للبنان في الولايات المتحدة الأميركية، ولكن كنت أتمنى عليه أن يعمل بطريقة تعطي نتائج للبنان أكثر إيجابيّة مع البلدان العربيّة، فالطريقة الأفضل هي بناء علاقات جيّدة مع كل دول الخليج ودول العالم”.
وحول العلاقة مع الولايات المتحدة والسعودية، أشارت إلى ضرورة عودة العلاقات الأميركية – السعودية في لبنان، فالسعودية تهتم بلبنان ولكن نأمل أن تولي لبنان إهتماماً أكبر، لكن الولايات المتحدة لا تهتم بلبنان اليوم بسبب الوضع السياسي فيه، مؤكدةً أن العلاقة مع السعودية بدأت مع أمين الريحاني في 1922، وابنة أخيه بعد 100 سنة تُنادي بما نادى به عمّها، أي بعلاقاتٍ جيّدة بنّاءة، وأكّدت في المقابل أنها لم تتواصل مع السعوديين حول رئاسة الجمهورية، كاشفةً عن لقاء في المدى القريب مع السفير السعودي وليد البخاري.
وكشفت الريحاني عن لقاء مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الثلثاء في دار الفتوى، وطلبت لقاءً مع المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى، موضحة ان لقاءيها مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ومع شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز كانا إيجابيين، واصفةً إياهما بالعميقين والبناءين، قائلةً: “البطريرك يحمل لبنان في قلبه ويريد إنقاذ الوضع وأنا متأكدة أنّ اسمي دخل في جعبته الرئاسية، وأكد لي أن لبنان بحاجة إلى شخصية مثل مي الريحاني ببرنامجها الرئاسي الذي يشدد على الحياد”.
وكشفت عن لقائها برؤساء احزاب الكتائب سامي الجميل، والقوات اللبنانية سمير جعجع والتقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، معتبرةً أن البحث كان إيجابياً ومهماً، قائلةً: “مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي ستتمّ غربلة “سلّة الأسماء” وأعتقد ان اسمي سيكون من ضمن الأسماء التي ستبقى بعد الغربلة، وهناك صداقة عميقة مع النائب ميشال معوض، ونحن على تواصل دائم، ونمثّل خطاً سيادياً تغييرياً، وأحد منا لا يلغي اسم الآخر لرئاسة الجمهورية”.
وحول حديث رئيس القوّات عن قطع الطريق على أي رئيس توافق، اعتبرت الريحاني أنّ خبرتَها وكفاءتها تعطيها القدرة على اتخاذ القرار الصلب وعدم التراجع عن مبادئها، ولكنّها في المقابل غير صدامية، قائلةً: “أستطيع الوصول إلى ما يُريد التغييريون والمستقلون الوصول إليه من دون أي صدام، وهم لا يزالون يبحثون في الاتفاق على اسم قبل جلسة انتخاب الرئيس”.
وكشفت أيضاً في حديثها، أنه وخلال دراستها في الجامعة الأميركية في بيروت طلب الإمام موسى الصدر لقاءها، وكانت مفاجأة بالنسبة للريحاني نظراً لصغر سنها وسألت عن الأسباب، فكان الجواب بأنّ الإمام الصدر قرّر إنشاء المجلس الثقافي الأعلى، وطَلب أن يكون اسمها من بين 3 طلاب أختيروا ليكونوا أعضاء في المجلس.
وأعلنت أنّها تستوحي من حكمة الإمام موسى الصدر لبناء حوار مع حزب الله، وجددت موقفها بأنها لا تتوقع تفاهماً كاملاً مع الحزب، مشيرةً إلى أن الدستور يُملي عليها التواصل مع كلّ الأفرقاء بمن فيهم حزب الله، وأفراده يشكلون شريحة كبيرة من المجتمع، قائلةً: “من الصعب توقع التفاهم الكامل مع الحزب في المدى القريب المنظور، وبالنسبة إلى الرئاسة، لو أراد حزب الله انتخاب سليمان فرنجية فلا أعتقد أن التغييريين والسياديين سينتخبونه”.
وأكدت الريحاني أنها لم تجتمع مع كتلة نواب التغيير، ولكن مع عدد منهم، ومع رؤساء أحزاب، حيث ذُكر أنّ الشعب اللبناني يريد تغييراً وقيادات جديدة، وجزء من الحديث، كان للتأكيد على رفض التوريث السياسي، قائلة: “لا أعلم ما هو القرار الأخير بالنسبة إلى اسم الرئيس ولا أعلم اذا كان النائب ميشال معوض في خانة التوريث السياسي، واذا كان الخيار بين نعمة افرام وميشال معوض ومي الريحاني، فتهانيّ مسبقاً للرئيس الجديد”.
وحول خيار العماد عون للرئاسة، قالت الريحاني: “العماد عون قائد ممتاز وقيادته تستدعي الإحترام ولكني أفضّل انتخاب رئيس جمهورية من خارج المؤسسة العسكرية، يكون سيادياً إصلاحياً تغييرياً، واذا كان الخيار بين جبران باسيل وسليمان فرنجية وجوزاف عون فبالطبع أختار العماد عون، وقد التقيت قائد الجيش في أميركا، وطالبت الولايات المتحدة برفع مستوى دعم الجيش”.
وسألت الريحاني: “النائب جبران باسيل عيّن مَن يريد في الوزارات ودوائر الدولة وحتى وزاراتها حسب المحاصصة وليس بحسب الكفاءة، فكيف يكون إصلاحياً؟”.
وحول انتخاب رئيس من الشعب، اعتبرت الريحاني أن هذا البحث بحاجة الى الكثير من الدراسة والتوافق من أجل تعديل بنود الدستور، قائلةً: “الدستور اللبناني جيّد جداً بالنسبة الى التعددية الموجودة في لبنان ولكن هذا لا يعني عدم إمكان تعديل مادة أو مادتين وليس تغيير نظام”.
واعتبرت أنها اذا وصلت الى سدة الرئاسة، يمكنها القيام بالكثير من أجل لبنان ولكن اذا لم تصل وأرادها الرئيس الجديد وزيرة خارجية فهي جاهزة.