صدر عن المرجع الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ أبو يوسف أمين الصايغ بيان دعا فيه إلى “حل إشكال قبرشمون والشويفات”، منوها بـ”مبادرة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في هذا الشأن”. وقال: “في مسيرة كل أمَة مراحل مفصلية، تتطلب وقفة للتفكير وإعمال العقل في أناة، وأن يتعمق أبناؤها ولو قليلا من دون أن يغرقوا في شؤونهم وشجونهم. ذلك لأنَ الاندفاع نحو المستقبل من دون رؤية قفزة في الظلام
وأضاف الصايغ: “نحن في لبنان، نمر اليوم في واحدة من أخطر هذه المراحل، لحظة خطرة، لكن لا تدعو إلى اليأس، ومصيرنا متوقف عند أي مسار سنسلكه”.
وتابع: “يملك المرء أن يستقيل أو يعتزل، لكن الأمم لا تستطيع أن تعتزل. لقد استطاعت طائفة الموحدين الدروز بمواردها التاريخية وبمواريثها الإنسانية أن تؤدي دورا مهما على مر تاريخ لبنان، وكانت شريكا أساسيا في صوغ حضارته، لكن اليوم، حال هذه الطائفة المعروفية يدعو إلى القلق، فلا يمكن لأي أمة أن تذهب إلى مستقبلها، وهي خائفة ومنقسمة. وإنَه لمن المؤسف حقا أن جرح حادثتي الشويفات وقبرشمون لم يلتئم. وبعد، تعددت محاولات حل هاتين القضيتين ،وكان أبرز الساعين الغيارى اللواء الوطني عباس ابراهيم. قلّة أولئك الرجال الذين هم على نسج اللواء، وهم على قلتهم كالأعمدة ترسوا على كواهلها أثقال المداميك لتومض من فوق مشارفها قبب المنائر. لله درك حضرة اللواء في مساعي الخير”
وأردف: “إن داعي الإيمان يدعو إلى الرشد، وداعي العقل يدعو إلى التفكر، وداعي النبل يدعو إلى الترفع عن الأحقاد، وداعي التوكل يدعو إلى الثقة، وداعي المعرفة يدعو إلى الروح، فالإيمان المتكامل يدعو إلى الحق والخير والجمال. خابت أمة لم يكن لديها داع من هذه الدواعي، وإن أكثر اللحظات خطورة في تاريخ الأمم هي حين يتعثر العقل ويشط الجموح. رسالتي إلى أهالي الضحايا: علاء أبي فرج، رامي سلمان، سامو غصن، وسامر أبي فراج، أن تكونوا كالرواسي تتقبل هوج الأعاصير وزمجرة السحب لتعكسها من مصافيها على السفوح خيرات رقيقة، عذبة المذاق، وتكون مكسبا وامتدادا لأجيال متعاقبة. ولطالما ارتوت هذه الأرض من دم أبنائها، ثم أزهرت نبلا وكرما، وعزاؤنا جميعا أن تكون دماء أبنائكم قبلة الفجر في ليل طالت دجيته”.
وختم: “لقد ظللت أفكر توحيديا، كيف كنا عندما كنا شيئا واحدا، لكن للرصيد المعنوي قيمةً لا يجوز في أغلب الأحيان أن يستهان به وهي التي نلتقط بها وحدتنا كي نكون كما قال السيد المسيح: “أنا فيكم وأنتم فيا وأنا في أبي”. فإلى إخواني الموحدين، أسوق رسالتي هذه، تيمنا في طلب وحدة الصف ونبذ الخلافات، فيها من الأمل ما يضيء على الأقل شمعة واحدة في طريق أبناء طائفة الموحدين الدروز. والواقع الصريح، أنَ الخلافَ منحصر فقط بين القيادات العليا للأحزاب وأنَ الصلح ممكن بقدر ترفعهم عن مصالحهم، لكني رميت بالمحاولة. والله ولي التوفيق.”