Nouvelles Locales

عون: سعيتُ للتخفيف قدر الإمكان من معاناة اللبنانيين

mtv

اعرب رئيس الجمهورية ميشال عون عن امله في ان “تنحسر تدريجاً الظروف الاجتماعية الصعبة التي يمرّ بها اللبنانيون في هذه الأيام الصعبة التي نتجت من تراكمات اكثر من ثلاثين سنة من الإدارة الخاطئة لشؤون البلاد، والسياسات الاقتصادية والمالية التي اعتمدت وجعلت من الاقتصاد اللبناني اقتصاداً ريعياً بدلاً من ان يكون اقتصاداً منتجاً”.

ولفت الرئيس عون الى انه سعى الى “التخفيف قدر الإمكان من معاناة اللبنانيين من خلال برامج دعم ومساعدة، لا سيما للعائلات الفقيرة، وخصوصاً بعدما تجاوزت نسبة الفقراء 75 بالمئة، علماً ان أي مساعدات مشكورة تقدّم الى المعوزين تعتبر دعماً موقتاً لا يحقق استمرارية الا اذا نهض الاقتصاد الوطني من جديد، وهو ما نأمله بعدما وضعنا لبنان في بداية الطريق للاستفادة من ثروته النفطية والغازية على اثر انجاز ترسيم الحدود البحرية الجنوبية”.

كلام الرئيس عون جاء خلال الاحتفال الذي أقيم في قصر بعبدا والذي منح خلاله رابطة “كاريتاس لبنان” وسام الاستحقاق اللبناني الفضي ذي السعف لمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيسها، وقد تسلّمه رئيس الرابطة الاب ميشال عبود.

حضر الاحتفال، المشرف على اعمال “كاريتاس” في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان المطران ميشال عون، ونائب رئيس الرابطة الدكتور نقولا الحجار، والسيدات والسادة: فادي كرم، نديم نادر، الاب زياد حداد اللعازاري، مي مرهج، ميراي حداد، دولا شمعون، فيليب صالح، سيرج قرنبي، جيلبير زوين، جورج ابي حنا، روجيه شاهين، نايلة الخوري، عازار عازار واندره قويق.

في مستهل الاحتفال، القى المدير العام للمراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد كلمة قال فيها: “نلتقي اليوم، في رحاب قصر بعبدا، بدعوة من سيد القصر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لتكريم رابطة “كاريتاس-لبنان”. هي الحاملة، منذ تأسيسها همّ اللبنانيين، حتى غدت مثالا للكنيسة القيامية، التي في حضورها عزاء الحياة التي لا تنهزم، وفي عملها رجاء الانتصار على الألم والحاجة. بها، تشفى جراح كثيرين، من مختلف الانتماءات والأديان، حيث يتجسَّد، في الفعل، قول صاحب  الرؤيا: “سيمسح الله كل دمعة من عيونهم، والموت لا يكون في ما بعد، لان الامور الاولى قد مضت”.

اضاف: “إن مسيرة رابطة “كاريتاس” مع لبنان، مسيرة مكللة بعطاء لامحدود، بأسمى ما في البعد الإنساني، وسائر نحو الأبعد، بإطلالات السماء على الأرض. وقد توالى على تحقيقها رؤساء أجلاْ، وصولا الى حضرة الأاب ميشال عبود الكرملي الذي نفخ فيها روحا متجددة، جعلت من الرابطة، أكثر من حضور: نعمة رجاء. وقد عاونه فيها، الى مسؤولين مؤمنين، شبيية كاريتاس التي تجلت دورا، ومكانة وإندفاعا راقيا، فاعلا، ومؤثرا. ولأجل كل ما قدّمته، رابطة “كاريتاس-لبنان” على إسم لبنان، وفي سبيل مساعدة الانسان المحتاج فيه، قرر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، منحها وسام الاستحقاق اللبناني الفضي ذو السعف، في هذا الاحتفال، الذي شاءه ايضا تحية تقدير وعربون وفاء وإمتنان، وحافزا لعطاء بعد أكبر”.

وعلى الأثر سلّم الرئيس عون الوسام للاب عبود، ثم القى المطران عون كلمة شكر فيها الرئيس عون على “مبادرته تجاه “كاريتاس” التي عملت خلال 50 عاما على طول مساحة الوطن في خدمة الانسان، ولا سيما كل محتاج”. وقال: “فرحتنا اليوم كبيرة اذ نرى الدولة اللبنانية بشخص رئيسها، تقدّر عطاءات “كاريتاس” لا سيما في هذه الظروف الصعبة حيث الرابطة حاضرة على رغم الإمكانات المحدودة، لتنفيذ مشاريع إنسانية واجتماعية في كل لبنان، فضلاً عن الدعم الذي تقدمه للاسر المحتاجة”.

وهنّأ المطران عون رئيس الجمهورية على “موافقة لبنان على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية”، منوّهاً بـ”المواقف الصلبة للرئيس عون وتمسكه بالحقوق اللبنانية كاملة، ما مكّن من الوصول الى تحقيق الهدف المنشود في المفاوضات”.

ثم القى الاب عبود كلمة قال فيها:

“فخامة الرئيس،
نقف أمامكم اليوم لنشكركم لهذه اللفتة ولهذا الوسام الذي تتفضلون بتخصيص كاريتاس لبنان به وهي تحتفل باليوبيل الذهبي لتأسيسها. هذا الوسام يقدّم لتاريخ كاريتاس الذي كُتِبَ بصراخ البائسين والفقراء، بدموع الأمهات والآباء يقفون أمامنا ومعنا وفي داخل مراكزنا يطلبون النجدة لنقف إلى جانبهم  في تربية أولادهم وقد عاكستهم الظروف، كُتِبَ بوجع كلّ مريض بحاجة إلى حبة دواء لتخفف أوجاعه، بتنهّد كل عجوز إستقبلناه في دارِنا، بإمتنان كل أهل إستقبلنا أولادهم الذين قست عليهم الحياة فأعاقت نموهم الفكري والجسدي، بعرفان جميل كل رجل وإمرأة تمكنوا من الحصول على عمل فاستطاعوا أن يستمروا في هذه الحياة بكرامة، وكلّ إنسان خدمته كاريتاس.

كلماتٌ كثيرة كتبت تاريخ كاريتاس لبنان خلال الخمسين سنة المنصرمة. فهي وُلِدت من رحم الأزمات وعملت فيها ومن خلالها وما زالت مستمرة بعون الله وحمايته وبفضل صلاة الكثيرين الذين رافقونا.

هذا الوسام الذي نتشرّف بتسلمّه من فخامتكم اليوم كمجلس إدارة ومدراء نقدّمه لكلّ من طبع تاريخ كاريتاس لبنان، مَن عمل فيها، ومَن تطوّع فيها، ومَن تعاقب في مجالس إدارتها من أساقفة وكهنة ومكّرسين ومنتسبين وقدامى من خمسين سنة حتى الآن. كثر فخامة الرئيس هم الذين يعملون داخل كاريتاس كمتطوعين وموظفين، في الأقاليم كافّة، وفي أقسام الشبيبة، وفي كلّ قطاعاتها، يقدمون ما عندهم بكل تفانٍ. ولا ننسى كلّ من أفنَوا عمرهم وما زالت كاريتاس في ذاكرتهم، ومن سبقونا وهم يرافقوننا من علياءهم، ونحن بصلاتهم نتقوّى.

نطلب من الله ونحن نتسلم هذا الوسام أن نكون دائماً فعلةً صالحين في مجتمعنا آملين أن تبقى كاريتاس لبنان في خدمة الوطن الحبيب من خلال خدمةِ إنسانِه.

شكراً فخامة الرئيس على هذا التكريم لكاريتاس لبنان، وما لنا إلّا أن نقدّم صلاتنا وإستمرارنا وثباتنا، ونعرف جميعاً أن كلّ عملِ خير يُدَّخَر في السماء حيث يسكن الله، وهناك يكون موطننا الحقيقي بعد تعب هذه الحياة”.

وردّ الرئيس عون مهنئاً رابطة “كاريتاس” ورئيسها الاب عبود، منوّهاً بـ”الاعمال التي تقوم بها في كل لبنان من دون التميّيز بين فئة وأخرى، وهذا افضل عزاء للإنسان المحتاج والمعذب”.

وأشاد رئيس الجمهورية بـ”ما قدّمته “كاريتاس” على مدى 50 عاماً”، وقال: “عملكم الصامت اكبر تقدير لكم لانه يبقى في قلوب الذين مددتم يد العون لهم”.

وكان الرئيس عون استقبل راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، وعرض معه للأوضاع العامة وحاجات الأبرشية وعدداً من المواضيع الوطنية.

الى ذلك، استقبل الرئيس عون وفداً من قضاة الغرفة 12 في المحكمة التجارية في باريس الذي يزور أعضاؤه لبنان للاطلاع على الأوضاع فيه، في اطار الرحلات الدورية التي يقوم بها القضاة الى عدد من الدول لاسيما الفرانكوفونية منها.

وقدم الرئيس عون لاعضاء الوفد عرضاً عاماً للأوضاع في لبنان والتحديات التي واجهها خلال عهده، ورؤيته الى مستقبل الوضع في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط

وضم الوفد الفرنسي القضاة السادة: برنار وفرنسواز روسينيول، فرانك مينو، فرنسوا ايكو، ريمي غرونييه، اوليفييه وماري لور دوبورو، كريستين مارييت، ستيفان وفيرونيك كاتوار.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى