وعادت الحياة إلى المسرح اللبناني، فبعد أشهر من الانقطاع القسريّ بسبب جائحة كورونا، وتردّي الأوضاع الإقتصادية، ها هو وسام صليبا، وثلة من الممثلين، وتحت قيادة المخرجة “لينا الأبيض” استطاعوا أن يطلقوا قطار المسرح، ويطلقوا معه عنان مسرحية “آخر سيجارة” اللّبنانية الإستثنائية، التي تطرح موضوعاً جديداً في نصّ مزج ما بين الكوميديا والحقيقة.
وخلال مقابلة خاصة عبر موقعنا، طمأن صليبا محبيه عن رحلة علاجه التي وصفها بالناجحة، مؤكداً بأن العلاجات كان لها الدور الإيجابي الكبير، وهو يتجه إلى حالة التحسن الكامل.
أما عن مسرحية آخر سيجارة والتي لاقت نجاحاً رائعاً، ومتميزاً من حيث الإقبال، يقول صليبا:” المسرحية تعالج موضوعاً جديداً يتلخص بأن ٣ شباب قرروا أن يقضوا عطلة نهاية الأسبوع ليسترجعوا معها ذكرياتهم المدرسية بعد أن سبقهم الوقت، لتنكشف لاحقاً خلال المسرحية أسرار خفية عن كل رجل، وذلك بعد اتصال هاتفي زعزع علاقة الرجال التي امتدت لـ٣٠ سنة”، مؤكداً على أن هذا الموضوع أتى كرسالة للمجتمع اللبناني عن حالة الرجال الذين لا يعبرون عن حالتهم النفسية، ومشاكلهم المخفية.
وعن شخصية وسيم التي جسدها الممثل وسام صليبا بنجاح، واستطاع أن ينقل للجمهور “معاناة” الأخيرة، وبالطريقة اللّبنانية، يقول صليبا:” شخصية وسيم تجسّد المشاكل الموجودة داخل المنزل والتّي لا تظهر للعلن، فهو دكتور ولديه عائلة، إلا أن مشاكله الزوجية ستخرج للعلن، وسيعترف بما يعانيه”. ويضيف صليبا بأن هذه المسرحية تتلخص بنمطان أولهما نمط حقيقي، يعبر عن المجتمع الذي نعيش به، والثاني كوميدي، لا يخلو من الألفاظ أو التّلميحات التي نسمعها في الشّارع اللّبنانيّ.
ومن هنا لا يسعنا إلا أن نُثني على الأداء الجبّار الذي استطاع فريق عمل المسرحية أن ينجزه خلال هذه الفترة إذ أنّه وبعد فترة اقتصادية صعبة، وبعد جائحة كورونا، استطاعت مسرحية “آخر سيجارة” أن تنجز عشرين عرضاً مكتملاً لناحية الحضور، ومن هنا أبدى صليبا تفاؤله بقوله:”استطعنا إنجاز عشرين عرضاً كاملاً، وهذا ما أكدّ بأن النّاس متعطشة للمسرح، فما بعد كورونا، والأزمة الإقتصادية، كان هناك مفاجأة لناحية ضغط الحجوزات.”
ومن لبنان إلى العالم، يؤكد وسام صليبا بأن هناك مشروعاً يرسم لأجل الذهاب بالمسرحية إلى خارج لبنان، وعرضها على المسارح العربية والأجنبية مثل مهرجانات تونس، وأبيدجان وفرنسا ومصر.
وبالعودة إلى مضمون المسرحية فإنّ صليبا أكد بأن هذه المسرحية تأتي كفسحة للرجل لأجل أن يعبر عن حالته، ومعاناته الشّخصية، أو تلك التي يرى بأنّه لا ثقة لنفسه بها، ومن هنا يؤكد صليبا بأن المخرجة “لينا الأبيض” تفاجأت أولا بالسيناريو إلا أنها أبدت إعجاباً كبيراً به، وهذا ما شكل تحدّ بحد ذاته للمخرجة
وعن خطوة المسرح يقول الممثل المتألق وسام صليبا بأن المسرح هو خلق للتعبير عن الحقيقة، ولا معنى له إذا غيرنا هدفه، فالمسرح هو بدمي، وخط أعشقه جداً، فليس هناك أجمل من التفاعل المباشر مع الجمهور، الذي ترى ردة فعله، وتفاعله مع المسرحية والممثلين.
ولفت صليبا أخيراً إلى أن محاولات عديدة كانت لأجل إتاحة الفرصة لجميع الناس ليكون لديها القدرة لدخول المسرح ومتابعة المسرحية، فلا ذنب للناس بما يحصل من أزمات إقتصادية من شأنها منعهم من متابعة المسرح.
ومن هنا، شكلت مسرحية “آخر سيجارة” إنطلاقة جديدة، ةقوية للمسرح اللبناني بعد سبات عميق جرّاء الأحداث التي أهلكت لبنان وأهله، ولا يسعنا إلا التّأكيد مجدداً على أهمية هكذا أعمال تعطي بارقة أمل للبنان، ولفن لبنان، وثقافة ممثليه، ومواطنيه وفنّانيه.
يذكر بأن مسرحية أخر سيجارة والتي هي من بطولة المبدعين وسام صليبا ودوري سمعان ووليد عرقجي ستستكمل عروضها الثلاث الأخيرة أيام الخميس والجمعة والسّبت على مسرح المدينة في ٢٠-٢١-٢٢ من الشهر الجاري