يواصل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مواقفه المثيرة للجدل رئاسيا. فبعد خطابه في ذكرى ١٣ تشرين، أشار في الساعات الماضية الى أن “ليس من الممكن أن نسير برئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية لأن هناك اختلافاً بالفكرة الإصلاحية وحول بناء الدولة وبالفكر السياسي الأساسي، وهذا موضوع لا يعنيني شخصياً بل يعني الناس الذين منحونا ثقتهم”. الى ذلك، أعلن بحزم “رفض تعديل الدستور بهدف انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية”، مؤكداً أن “إذا لم تتشكل حكومة جديدة فنحن ذاهبون إلى أبعد من فوضى دستورية واجتماعية”. اضاف “لم نحصر الترشيح بمن له بشخصه حيثية شعبية وبالتالي الخيار أصبح أوسع لكن ليس بكثير، واستراتيجيتنا تجنب الفراغ. ونبدي مرونة بإمكان التوافق على رئيس وحدّدنا العناوين الأساسية من خلال ورقتنا، وورقة الأولويات كانت باباً لنطرق أبواب الآخرين. ونحن جديون بالبحث عن رئيس. لكن حتى الآن لا أرى فرصة جدية للانتخابات. ونحن ضد استسهال الفراغ سواء من الحلفاء أو الخصوم”.
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن باسيل يعمل الآن على تعزيز حظوظه الرئاسية، وعلى تعبيد طريقه الى بعبدا وذلك قبل ان يعلن ترشحه، وهو كان لوّح بانه حتى الساعة، ليس مرشحا، ما يعني انه في اي لحظة، قد يتحوّل الى مرشح.
وفي إطار التحضيرات لخطوته هذه، فإنه قطع او يكاد، الطريقَ على منافسه فرنجية، أوّلا من خلال مطالبته برئيسٍ صاحب تمثيل سياسي ونيابي وشعبي، وثانيا من خلال إعلانه انه لن يقترع له، في موقفٍ يريد توجيهه الى حزب الله لإبلاغه ان المسيحي الاقوى في ٨ آذار لن يصوّت لفرنجية في حال قرر الحزب دعمه.
ودائما من ضمن مسعاه للتخلّص من المنافسين الجديين له، اكد باسيل انه ضد ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون، وانه ضد تعديل الدستور، الامر الذي يجعل ايَ تسوية مستقبلية، خاصة بعد الشغور، على اسم قائد الجيش (صاحب الحظوظ الأوفر في حال الفراغ)، صعبةً ومعقّدة.
ووفق المصادر، بعد ان يكون حرق أوراق معظم خصومه، في خط ٨ آذار وخارجه، فإن باسيل يراهن على ان يُسهم عامل الوقت والضغط المعيشي، في تغيير تموضع عدد من الكتل والنواب في اللقاء الديموقراطي والوفاء للمقاومة وسواهما، فينتقلون في نهاية المطاف، الى ضفة مؤيديه وذلك لوضع حد للفراغ ولتداعياته القاتلة للبلاد والعباد.