تتسارع التطورات على أكثر من خطوط مختلفة داخلياً واقليمياً، فعلى مستوى العلاقات العربية- العربية إنفراجات تتوالى، وعلى المستوى السعودي- الايراني مسار متسارع نحو إنهاء حقبة الصدام والانتقال إلى حالة السلام والوئام. الّا انّ اللافت للانتباه وسط هذه الأجواء، هو دخول العامل الاسرائيلي بشكل مكثف في الآونة الاخيرة، وتصعيد العمليات الحربية في سوريا، واستهدافاته لمجموعات ايرانية واخرى موالية لها، ما أشاع أجواء توتر شديد تصاعدت بشكل ملحوظ في الساعات الاخيرة، وتمدّدت نحو الحدود الجنوبية للبنان، مع إعلان اسرائيل عن إسقاط مسيّرة ليل الاحد الاثنين، وإتباعها ذلك برفع حالة التأهّب على الحدود مع لبنان، وكذلك رفع وتيرة التهديد، حيث اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي «انّ التوتر يسود جميع الجبهات، ولن نتيح لإيران و«حزب الله» ووكلائهما المساس بنا».
في ظلّ هذه التطورات، تبدو المنطقة مشرّعة على شتى الاحتمالات، حيث يُخشى من نوايا تصعيدية تبيتها اسرائيل، تقابلها في الجانب اللبناني اجواء حذر واستنفار غير معلن من قِبل «حزب الله»، فيما لا يقلّ الوضع الداخلي إرباكاً عن إرباكات المنطقة، حيث انّه وفي ظلّ انعدام الضوابط السياسية والمالية والاقتصادية، مشرّع اكثر من اي وقت مضى على احتمالات يُخشى ان تكون شديدة السلبية.