Nouvelles Locales

عالم جاد بقلم ريما ابو شقرا

بمناسبة الشهر العالمي للتوعية باضطراب ذوي التوحد، أردت المشاركة بقصتي مع ابني جاد ذو الستة وعشرون عاما الذي ُشخص بالتوحد منذ عامه الأول.

 

 

 

ولد جاد بعد أشهر حمل طبيعية وولادة قيصرية وبدأ بالنمو الطبيعي الجسدي كأي طفل بعمره.

 

 

 

 

خلال الأشهر الست الأولى لاحظت وأحسست احساسا غريبا يناديني من داخلي ويقول ان جاد طفل غير مكتمل النمو العقلي الادراكي لديه فقد بدأت هنا تظهر عليه العلامات الأولى للتوحد وهي عدم النظر الي و قلة الابتسام والاستجابة عند مناداته والمناغاة فتوجهت به الى طبيب الأطفال أشكو له حالته فما كان منه الا أن قال لي انتظري ليبلغ عامه الأول وكأنه شك بوجود حالة توحد عند جاد.

 

 

 

وعند بلوغه عامه الأول وبعد أن كان لا ينطق بحرف ولا يحب اللعب مع الأطفال وقليل الاستجابة والنظر بالعين والتعلق بلعبة معينة وظهور عادات وحركات نمطية كرفرفة اليدين، توجهت الى الطبيب ليشخص حالة جاد ومساعدتي على تنمية مهاراته التواصلية والادراكية، وعندما قام باجراء بعض الاختبارات عليه وسؤالي العديد من الأسئلة قال لي ان جاد يعاني من التوحد.

 

 

 

توحد ؟ ماذا تعني بالتوحد ؟ هل يمكن الشفاء منه ؟ هل ستعطيه دواء؟ هل سيتكلم لاحقا ؟ هل سيستطيع الاعتماد على نفسه ؟ وغيرها العشرات من الأسئلة التي بدأت تجول في خاطري في تلك اللحظات الدقيقة.

 

 

 

فما كان على الطبيب الا أن حاول تهدئتي وأعطاني نصيحة أن أبدأ معه بالعلاج ولا اتأخر وأشغل نفسي بالقلق والخوف من المستقبل.

 

 

 

ومنذ ذلك اليوم بدأت عملية البحث عن العلاج لأكتشف أولا انه لا يوجد سبب رئيسي ولا علاج شافي للتوحد وكانت هنا الصدمة الأولى التي أدخلتني في دوامة للبحث عن الحل!!!

 

 

 

 

انتسبت أولا الى الجمعية الأميركية للتوحد وحصلت على شهادة التربية الخاصة وبدأت مع المدرسة والأخصائيين بعلاج النطق الوظيفي والعلاج السلوكي والادراكي والمعرفي بالتعاون المتواصل لتحسين قدرات جاد والوصول به الى الاستقلالية والاعتماد على النفس.

 

 

 

وخلال فترة تلقي جاد الخدمات التعليمية المكثفة قمت بالتعاون مع بعض الأطباء في ولايات مختلفة باخضاع جاد لعدة أنواع حمية غذائية منها ازالة الحليب ومنتجاته وأيضا القمح والاكثار من تناول الفيتامينات وزيت كبد الحوت وغيرها.

 

كما قمنا بازالة السموم من جسمه والعديد من المعادن الضارة في الجسم كالزئبق والرصاص والعلاج الحيوي وغيرها العديد التي أظهرت بعض التحسن في سلوكياته.

 

 

 

وعند بلوغه الرابعة عشر ، ُشخص جاد بمرض السكري النوع الأول وأيضا بمرض الصرع وأصبح التركيز هنا على حالته الصحية المرضية لأن تشخيص جاد في حالات التوحد هو الاشد الذي يحتاج الى مساعدة في كل الأعمال اليومية من عناية شخصية وغيرها.

 

 

 

جاد اليوم وبعد أن أنهى سنوات الدراسة في مدارس الدمج وانتسابه لبعض المراكز التأهيلية التي تعمل على تنمية مهاراته يعيش حياة مستقره مع والده وأخته المتعلقة به والتي تحترم وتفتخر بقدراته مهما كانت بسيطة، يحب المشي وممارسة بعض الألعاب البسيطة.

 

جاد شاب لطيف حنون لا يتكلم ولكنه يتواصل يحب الموسيقى ويستمتع باللعب والضحك مع المقربين يعاني من التوحد ولكنه انسان أولا واخرا.

 

 

 

اضطراب طيف التوحد عبارة عن حالة مرتبطة بتطور نمو الدماغ تؤثر على الشخص وتسبب له ضعف في التفاعل الاجتماعي التصرف أو التفكير والتواصل أما أعراضه فهي عديدة تتخلص أهمها بعدم اللعب والتفاعل مع الأطفال بعمره، حساسية الطفل للأصوات اللمسات والروائح، تكرار الحركات النمطية للجسم كرفرفة اليدين أو “الهزاز”. بعض حالات التوحد تظهر أعراض غضب وتوتر نتيجة قلة التعبير والتواصل وبعض الحالات لديها مهارات مطورة بشكل غير عادي كالرسم ، حل المشكلات الحسابية أو الموسيقى.

 

 

 

العلامات المتعلقة بالمهارات الاجتماعية:

 

 

 

يعاني الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد من الصعوبة في التفاعل مع الآخرين، فقد يرغب الطفل في تكوين علاقات وثيقة مع غيره، ولكنه لا يعرف كيف يفعل ذلك عادةً، كما تظهر بعض الأعراض الاجتماعية على الطفل في عمر (6-10) أشهر.

 

 

 

ومن هذه الأعراض:

 

 

 

عدم قدرة الطفل على الاستجابة والردّ على اسمه في السنة الأولى من عمره. عدم الاهتمام باللعب مع الأخرين، أو التحدث معهم- تفضيل الطفل البقاء وحيداً- تجنب ورفض الاتصال الجسدي- عدم القدرة على تفهم الطفل لعواطفه، أو عواطف الآخرين.

 

 

 

لسان جاد : تقبل اختلافي افهمني ادعمني وساعدني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى