عقد رئيس “حزب الوطنيين الأحرار” النائب كميل شمعون مؤتمرا صحافيا في البيت المركزي للحزب حيث طرح رؤية الحزب لشخص رئيس الجمهورية العتيد.
استهل شمعون مؤتمره مستذكرا “حقبة جده الرئاسية التي اوصلت لبنان الى عهده الذهبي”، متمنيا “ان نصل الى رئيس جمهورية يتبنى رؤية فخامة الملك ويتحلى بخبرة سياسية واسعة. رئيسا جامعا لكل مكونات الوطن”.
وردا على سؤال عن “حزب الله”، قال:” أن عليه العودة إلى وطنيته وتسليم سلاحه للجيش اللبناني والقوى الأمنية، لأن الوطن لا يمكنه العودة إلى الحروب التى عانى منها الوطن منذ العام 1975″.
وقال: “ان الرئيس لا يمكن ان يكون غير سيادي وحيادي ومحترما من بيئته المسيحية والوطنية، اذ ان فكرة الرئيس القوي قد سقطت وأثبتت الايام ان رئيس البلاد يجب ان يكون هو الحكم بين جميع الاطراف”.
مشروع الرؤية
ثم تلا أمين الاعلام بطرس طراف رؤية الحزب للرئيس التي تضمنت عشرة بنود واهمها :
الرئيس الوطني ،الرئيس السيادي ،الرئيس الحيادي،الرئيس الحريص على تطبيق الدستور
الرئيس المؤسساتي”.
وجاء فيها:
“أثبتت التجارب على مدى العصور انه لا وجود لدولة قوية وغنية بالمطلق ولا لدولة فقيرة ضعيفة بالمطلق، بل هناك مدرسة سياسية وفكرية تقود الدولة للنجاح والتقدم، وهو ما يسمى بالحوكمة، وهناك ممارسات تؤدي الى دمار الدولة وتقويض اركانها.
فكم من امبراطوريات عظيمة سقطت وتهاوت بفعل فساد حكامها، وكم من دول طورت ذاتها وعرفت التقدم والقوة والازدهار بفعل سياسات حكيمة قادتها
لقد حققت مدرسة الرئيس كميل نمر شمعون لبنان العز والمجد، وجعلته يقارع أرقى دول العالم ازدهارا وعظمة وأقواها اقتصادا وفاعلية ، وذلك رغم استلامه بلدا ينوء تحت الفساد والمحسوبيات والتدهور المالي والمؤسساتي.
ان الرئيس العتيد المتوخى يجب ان يتبنى رؤية فخامة الملك ويتحلى بخبرة سياسية واسعة وذلك للنهوض من جديد بلبنان والارتقاء به، رئيس متجرد عن المصالح الفردية والعائلية من اجل المصلحة الوطنية وعليه ان يلتزم بالقيّم والمبادئ والأخلاق الآتية:
1 -الرئيس السيادي :
المؤتمن على السيادة الوطنية وعلى تكريس سلطة المؤسسات الشرعية على كامل الاراض اللبنانية بحيث لا توازيها ولا تنافسها أية سلطة أخرى خارج اطار المؤسسات الوطنية، والتزامه السعي لتطبيق القرارات الدولية لاسيما منها القرارات 1559 و1680 و1701.
” يتعهد بترسيم وتثبيت الحدود البرية والبحرية في الأمم المتحدة وضبطها بشكل كامل ونهائي خصوصا مع الدول المجاورة من اجل الحفاظ على الثروات الوطنية.
2 – الرئيس الفاعل في بيئته الوطنية :
“الرئيس الفاعل يجب أن يكون المرجعية الحاضنة لمختلف القوى والمرجعيات الدينية والعائلية والحزبية في لبنان.
3 -الرئيس الوطني :
“المحترم في بيئته المسيحية والوطنية، المتفاهم مع مختلف المكونات الوطنية، المؤتمن على التنوع والغنى الحضاري، الجامع لمختلف الطوائف والقوى والاحزاب الوطنية، وغير المنغلق مع فريق ضد آخر.
4 -الرئيس الملتزم ببيئته العربية :
“الذي يؤسس لأفضل العلاقات مع اشقائنا العرب ويسهر على تعزيز علاقات الاخوة والتعاون في ما بيننا ويعيد الثقة بلبنان واقتصاده ومؤسساته ويوفر مناخات الامن والاستقرار لهذه العلاقات.
5 – المنفتح على العالمين الشرقي والغربي :
“الذي يكرس دور ورسالة لبنان كجسر وواحة حوار وتواصل بين الشرق والغرب ويرفض الانعزال والتقوقع في محور غريب عن هويتنا وثقافتنا.
” يلتزم مبدأ الحياد الناشط والايجابي.
6 – ذو مؤهلات ونشاط مميزين :
“من المهم أن يتمتع الرئيس العتيد بالعلم والثقافة، ويتمتع بالثقة والاحترام المحلي والعربي والدولي، وأن يتحلى برؤية وخبرة سياسية واسعة تؤهله للنهوض من جديد بلبنان والارتقاء به، وان يتحلى بالقيم والمبادئ والاخلاق، وان يكون سجله المحلي والدولي خال من الجرائم والعقوبات. كما وأن يتمتع بالقدرة الصحية والنفسية لتأدية مهام الرئاسة وما تتطلبه من مجهود مضني. وأن يتمتع بالصلابة ورفض الاستسلام لأي عذر يحول دون تحقيق الاهداف المرجوة والمرسومة.
7 – صاحب رؤية ومشروع وطني متكامل :
صاحب رؤية اقتصادية وطنية تقوم على اعادة بناء المؤسسات الوطنية المستقلة والفاعلة.
اعادة النهوض بالقطاعات الانتاجية والخدماتية كافة واستعادة الثقة بالاقتصاد اللبناني وتوفير النمو له وتأمين فرص العمل وتشجيع الاستثمارات.
وضع سياسة اجتماعية تحمي كرامة اللبنانيين وتوفر الاساسيات الاجتماعية لهم وعلى رأسها التعليم والطبابة المجانيين وضمان الشيخوخة والبطالة.
“يلتزم انشاء صندوق سيادي للثروات النفطية اللبنانية وسواها من ثروات تخصص عائداته لخدمة الشعب اللبناني ومستقبل أجياله.
8 -الرئيس المؤسساتي :
– يعتمد الديبلوماسية الحكيمة وتفعيل دور لبنان في علاقاته مع الدول وفي المنتديات الدولية.
يعتمد النخب في تولي الوزارات والمهام والمسؤوليات العامة.
– يفعل المقدرات الوطنية : سواء الداخلية لجهة طبيعة لبنان وموقعه ومناخه وآثاره ومياهه وثرواته المختلفة، وصولاً الى الفاعليات اللبنانية المنتشرة والناشطة والمؤثرة في مختلف دول العالم.
– يحقق استقلالية القضاء لاسيما من خلال اقرار القوانين التي تضمن استقلالية السلطة القضائية ومناعتها وانعدام تبعيتها لاي مرجع سياسي وتطوير ظروف عملها.
– يلتزم تعزيز سلطات الرقابة والمحاسبة تحقيقا لنزاهة وشفافية عمل القضاء والادارات والمؤسسات والمجالس كافة.
– يلتزم تطبيق بنود اتفاق الطائف لاسيما اللامركزية الادارية الموسعة من خلال تطوير عمل وصلاحيات المجالس المحلية لاسيما منها البلديات واقرار مجالس الاقضية وتنظيم عملها. على ان يترافق ذلك مع تحديث الادارة وتطوير عملها إلكترونيا.
9 -الرئيس الحريص على تطبيق الدستور :
– اقرار قانون انتخابي عادل وعصري خارج القيد الطائفي وحديث يراعي صحة التمثيل مع استحداث مجلس للشيوخ.
– يلتزم احترام الحريات العامة لاسيما منها الحرية الشخصية وحرية المعتقد والرأي والفكر والتعبير والتعليم والملكية وسائر الحريات العامة التي يكفلها الدستور اللبناني.
10 – رفض التوطين والتجنيس :
– رئيس يلتزم رفض توطين وتجنيس الفلسطينيين تحت أي ذريعة وأن يضع خطة وطنية لضبط واحصاء النازحين السوريين ومراقبتهم وصولاً الى اعادتهم الى بلادهم بأقصى سرعة الممكنة.
في نهاية المؤتمر اجاب النائب شمعون على اسئلة الصحافيين متمنيا الوصول الى رئيس يحمل كل هذه المواصفات.
mtv