جاء في “المركزية”:
وسط الأزمة التي يعانيها القطاع الصحي – الاستشفائي وتدهور أوضاعه، توازياً مع ارتفاع الكلفة الاستشفائية وعجز عدد كبير من المرضى نتيجة ذلك، عن دخول المستشفيات لتلقي العلاج اللازم، وجّهت اتّهامات للمستشفيات بأنها تتلاعب بشكل كبير في بعض فواتيرها، متعمّدةً تحصيل مبالغ عشوائية من المرضى رغم غلاء الأسعار، مستغلّةً غياب عمل الجهات الرقابية المختصّة لتحقيق أرباح غير مشروعة. فما مدى جدية الاتهامات وكيف يقرأها اصحاب الشأن؟
نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون ينفي عبر “المركزية” أي تلاعب في الفواتير، لافتاً إلى “الفرق بين المبالغ العشوائية والمبالغ المرتفعة”، مذكّراً أنه أكّد أكثر من مرّة “تحمّل المريض فروقات كبيرة في الفواتير الاستشفائية. صحيح أن المستشفيات لا تستوفي الفواتير وفق سعر الدولار في السوق السوداء، لكن تحتسبه على الأقل بنسبة 50 إلى 60 في المئة من السعر الموازي . إذاً، تسمية عشوائية أو غيرها يمكن أن يعتمدها الشخص إلا أن الواقع يختلف”.
ويعيد التشديد على أن “المريض يدفع فروقات كبيرة لا يفترض به أن يتكبّدها والعديد من المرضى يموتون في منازلهم لأن لا قدرة مادية لديهم لدخول المستشفى ودفع الفروقات، مع العلم أنه سبق ونبّهنا من الموضوع عدّة مرات”.
ويشير إلى أن “الوضع يتّجه من سيء إلى أسوأ بعد رفع الدعم واستمرار ارتفاع سعر صرف الدولار، كذلك رواتب الموظفين لا تتبع سعر الصرف فمثلاً الموظف المضمون الذي يدخل المستشفى يكون راتبه محدود ولا يمكنه دفع عشرات ملايين الليرات لتغطية فروقات المبالغ التي يسددها الضمان”.
أما بالنسبة إلى رفع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي تعرفته، التي لا تزال تحتسب وفقاً للسعر الرسمي، بين مرتين ونصف وثلاث مرات للمعاينات الخارجية وللكلفة الاستشفائية، ابتداءً من 15 ايلول، فيرى هارون أن “هذه خطوة جيّدة في الاتّجاه الصحيح وتخفّف من الفروقات التي يدفعها المريض إلا أنها لا تلغيها كلّياً، هذا القرار يؤدي إلى احتساب الدولار في حدود الـ 4000 ليرة لبنانية في حين أنه في الواقع 33000 ليرة، بالتالي يبقى غير كاف بالنسبة إلى المريض الذي سيتكبد دائماً فروقات الفواتير”.
وعلى خطّ تأمين مستلزمات غسيل الكلى، يوضح أن “الفترة ما بين شهري آب وأيلول صعبة. وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض يتابع الموضوع عن كثب ويضعنا في الأجواء دائماً، منعاً لانقطاع المستلزمات كلياً ويحاول معالجة المشكلة ما بين المستوردين ومصرف لبنان. لكن، المستلزمات مؤمنة حتى اللحظة، ولو بصعوبة، لأن الكميات غير كافية”.
وعمّا إذا كانت المستشفيات تواجه مشاكل في تأمين المازوت لتشغيل مولّداتها، يلفت هاون إلى أن “المادة تؤمّن لكن بأسعار باهظة جدّاً ومشكلة المازوت ستتسبب بخراب معظم المستشفيات لأن فاتورة المحروقات من أكثر الأكلاف التي تؤدي إلى “قطع ظهر” المستشفيات”.