Art

ماتت لانها “مصاحبة على جوزها” … “والبنت مش بنته”… بالوفاء يحاضرون !!!

كتبت الزميلة   مارغوريتا زريق :   شاء القدر ان يكون جورج الراسي ومعه السيدة زينة المرعبي من ضحايا طرقات الموت، واستهتار وتقصير الدولة اللبنانية .
حزن وأسى خيما على مواقع التواصل بعد الاعلان عن خبر وفاتهما ، لكن ما لبث أن استفاق ذوو العقول المتحجرة، وقرروا ان يرجموا السيدة التي كانت برفقته بأبشع الاتهامات، ” شو رايحة تعمل معه بالليل” ، ” مجوزة او مطلقة؟”، ” أكيد راجعين مسرعين كرمال ما ينعرف انه هيي كانت معه”، ” أكيد مصاحبها على جوزها”، وتطول لائحة التهيئات، وكأن المحلل والتحري والقاضي والجلاد يجتمعون في كل لبناني مريض يقرر أن يبد رأيه ويحاكم كالعادة المرأة، من يعلم ربما هم مقتنعون انها لو لم تكن معه لكان ما زال حياً، لا تتعجبوا نعم يعيش بيننا جاهلون وفاقدو الانسانية لا تنصدموا.

واتضح بعدها ان السيدة هي “المنسقة الخاصة لأعمال جورج الراسي، وتدير صفحاته الإلكترونية، وكانت برفقته لإحياء الحفل في سوريا”.وظهرت المرعبي مع الراسي في العديد من المناسبات والحفلات، إذ تتولّى تنسيق مواعيده الفنية من حفلات ومهرجانات، وتدير صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تعود صداقتهما لسنوات عديدة.

هذه الحادثة ذكرتني بشابة في اواخر الثلاثين ومعها ابنتها التي تبلغ ثمانية سنوات، مغتربة قررت العيش مع طفلتها في لبنان باحثة عن حب وأمان الأهل، قررت ان تستأجر منزل في المبنى الذي اسكن فيه، وبعد ثلاث أشهر فقط وقعت جريمة مروعة هزت المنطقة، عثر على الطفلة مقتولة والى جانبها رجل ميت والأم مصابة بسبع طلقات في القدمين وحالتها خطرة بين الحياة والموت.
Logo
خاص- ماتت لانها “مصاحبة على جوزها” … “والبنت مش بنته”… بالوفاء يحاضرون !!!- مارغوريتا زريق
شارك هذا الخبر
Monday, August 29, 2022

 

خاص الكلمة أونلاين
مارغوريتا زريق
شاء القدر ان يكون جورج الراسي ومعه السيدة زينة المرعبي من ضحايا طرقات الموت، واستهتار وتقصير الدولة اللبنانية .
حزن وأسى خيما على مواقع التواصل بعد الاعلان عن خبر وفاتهما ، لكن ما لبث أن استفاق ذوو العقول المتحجرة، وقرروا ان يرجموا السيدة التي كانت برفقته بأبشع الاتهامات، ” شو رايحة تعمل معه بالليل” ، ” مجوزة او مطلقة؟”، ” أكيد راجعين مسرعين كرمال ما ينعرف انه هيي كانت معه”، ” أكيد مصاحبها على جوزها”، وتطول لائحة التهيئات، وكأن المحلل والتحري والقاضي والجلاد يجتمعون في كل لبناني مريض يقرر أن يبد رأيه ويحاكم كالعادة المرأة، من يعلم ربما هم مقتنعون انها لو لم تكن معه لكان ما زال حياً، لا تتعجبوا نعم يعيش بيننا جاهلون وفاقدو الانسانية لا تنصدموا.

واتضح بعدها ان السيدة هي “المنسقة الخاصة لأعمال جورج الراسي، وتدير صفحاته الإلكترونية، وكانت برفقته لإحياء الحفل في سوريا”.وظهرت المرعبي مع الراسي في العديد من المناسبات والحفلات، إذ تتولّى تنسيق مواعيده الفنية من حفلات ومهرجانات، وتدير صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تعود صداقتهما لسنوات عديدة.

هذه الحادثة ذكرتني بشابة في اواخر الثلاثين ومعها ابنتها التي تبلغ ثمانية سنوات، مغتربة قررت العيش مع طفلتها في لبنان باحثة عن حب وأمان الأهل، قررت ان تستأجر منزل في المبنى الذي اسكن فيه، وبعد ثلاث أشهر فقط وقعت جريمة مروعة هزت المنطقة، عثر على الطفلة مقتولة والى جانبها رجل ميت والأم مصابة بسبع طلقات في القدمين وحالتها خطرة بين الحياة والموت.

عندها قرر أصحاب الضمائر النائمة، والعقول المتحجرة، ان يسبقوا التحقيق وتلفيق قصص الف ليلة وليلة، والمحزن انه دائما وابدا ان المرأة لدى الشعب المتخلف تكون دائماً سبب الجريمة، وهنا قرر المتفلسفون ان زوجها لحق بها من الولايات المتحدة الى بيروت لأنه إكتشف خيانتها له ولتبرير قتله للطفلة ادعوا انها من رجل آخر، وعند انتهاء التحقيق إتضح ان زوجها مريض نفسياً وكان يعنفها مما أوصل الحال الى الطلاق وهروبها الى حضن أهلها في لبنان لعلها تهرب من إجرامه، لكنه وصل اليها وأصابها بسبع رصاصات في رجليها، قاصداً عدم موتها لتعيش باقي حياتها ومشهد مقتل طفلتها امام اعينها لا يفارقها حتى الممات،وصل به الإجرام الى هذا الحد، ومن ثم قتل ابنته بدم بارد وانتحر.
انا لست من المطالبين بالمساواة بالمطلق ولكن ، الى متى سنعيش في مجتمع أرضيته الثقافية تشرّع العنف ضد المرأة، والعنف ليس فقط بالضرب والقتل ،بل ايضا بالكلمة والاتهام ، وتوفّر الحماية والمبرّراتِ للجاني، وذلك قد يكون من خلال التربية التي يتلقّاها الرجل او الإمرأة، لانه للأسف من يهاجم الضحية في الحالات التي ذكرنها هي امرأة، بيئتهم ومجتمعهم وأسرتهم تصوّر لهم فعل العنف وكأنّه أمر طبيعي يحصل في كل بيت وداخل كل أسرة ودائماً المرأة هي المسبب لأنها كما يقول المثل هي من تجمع الأسرة وهي من تشتتها .

نعيش في عصر ندعي فيه التمدن والتحضر، والجاهل يمكن ان يكون دكتور وبروفيسور ، ولكنه جاهل الإنسانية ويتسم بالرؤية الجاهلية، ومتعلق بالعادات والتقاليد.
النميمة رذيلة، وخلق سيء، وسلوك منبوذ ينم عن نفس مريضة، والعنف اللفظي ضد الآخر منبوذ بشكل مطلق ديناً وخلقاً وإنسانية، لأنه يتنافى مع كرامة الإنسان وحقوقه، وهو لا يختلف عن القتل، من انتم لتحكموا وتدينوا، لا تعتقدوا ان الضحايا تتأثر بكلامكم فهم عند ربهم مكرمين، لكن ما زال على الأرض اولادهم اللذين ستبنى حياتهم على ادعاءات ستؤثر عليهم في مسيرة حياتهم، هل تقبلون ان يتم اتهامكم بالخائنين والفاسقين الذين يتباهون بشرح معاني الشرف ويتحدثون عن الوفاء؟…..

الكلمة اون لاين

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى