بدأ الاستحقاق الرئاسي يفرض نفسه على أجندة اليوميات اللبنانية قبيل أسابيع قليلة من انتهاء عهد الرئيس ميشال عون. وصحيح أن بعض الكتل كانت قد بادرت الى القيام بجولات على القوى السياسية، لا سيما النواب “التغييريين”، إلا أن الحراك الذي أطلقه أمس الأول السفير السعودي وليد البخاري من كليمنصو ولقاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، واستكمله أمس بزيارة معراب ولقاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أعطى بعداً جديداً للاستحقاق، وعكس اهتماماً دولياً وعربياً بهذه المحطة السياسية المهمة في تاريخ البلد.
مصادر سياسية متابعة اعتبرت، عبر “الأنباء” الالكترونية، أن نشاط البخاري ما هو الا استكمال للقاءات باريس ما بين القيادتين السعودية والفرنسية والتي خُصصت للبحث في الملف اللبناني، كاشفة أن الحراك السعودي سيستكمل بلقاءات جديدة ستشمل النواب السنة الذين سيجتمعون يوم 24 أيلول الجاري في دار الفتوى اضافة الى النائب سامي الجميل والنائب ميشال معوّض.
وتعقيباً على الحراك السعودي، أشارت المصادر السياسية الى أنه “من الضروري أن تلتقي الكتل التي تجمعها توجهات متقاربة على مواصفات رئيس للجمهورية، ومن ثم تنتقل إلى مرحلة طرح الأسماء للاتفاق على اسم واحد والالتزام بترشيحه لموقع الرئاسة الأولى، لأن التوجّه بشكل فردي إلى جلسة الانتخاب سيكرّر تجربة انتخاب نائب رئيس مجلس النواب، لكن وحتى الساعة، الصورة لا تزال غير واضحة”.
في الإطار، وعن زيارة البخاري إلى معراب، أشار عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب سعيد الأسمر إلى أن “الزيارة تندرج في إطار التواصل الدائم مع الدول العربية”، ولم ينف إحتمال طرح ملف الاستحقاق الرئاسي، لكنّه شدّد على أن “هذا الملف نقاربه من منظار داخلي بحت، ولا نتلقى إيعازات من الخارج
وفي اتصال مع “الأنباء” الالكترونية، لفت إلى أن “مبادرة النواب التغييريين تلتقي بالمواصفات التي تحملها مع المواصفات التي طرحناها، ونحن نتفق معهم على العناوين العريضة بانتظار لعبة الأسماء في الوقت المناسب، تفادياً لحرق أي اسم”.