أدّت الأزمة الاقتصادية إلى تداعيات طويلة الأمد وأزمات متلاحقة في القطاعات كافّة، وطغى اليوم مشهد التسمّم الغذائي الذي يُشكّل ظاهرة مخيفة في مختلف المناطق. أسباب كثيرة مسؤولة عن التسمّم الغذائي ولكنّ انقطاع الكهرباء يُشكّل عاملا رئيسيّا لزيادة حالات التسمّم في البلد. فلا يمرّ يوم في اي منطقة لبنانية دون الاعلان عن حالات تسمم او حالات تقيؤ واوجاع في البطن والمعدة والسبب ما يتناوله اللبنانيون من شراب ومأكل دون المواصفات الامنة والسليم صحيا وغذائيا.
كشف الاختصاصيّ في الأمراض الجرثومية الدكتور بيار أبي حنا لـ “الديار”، أن حالات التسمم إلى ازدياد كبير بسبب انقطاع التيار الكهربائي لافتاً إلى أن الحالات ليست صعبة جداً وبمعظمها، لا تحتاج إلى دخول مستشفى. هذا ويصاب الأشخاص في معظم الأحيان بالتسمم من اللحوم النيئة والأجبان والألبان التي ينقطع عنها التيار الكهربائي لأوقات طويلة، مما يؤدي إلى تنامي البكتيريا فيها لتسبب في نهاية المطاف التسمم الغذائي.أنواع عديدة من البكتيريا تستوطن المواد الغذائية، ولكن “السالمونيلا” والإيكولاي” هي الأكثر انتشاراً.
ودعا أبي حنا الناس للانتباه إلى طعامهم، وبخاصة اللحوم منها، ففي حال بقيت اللحوم خارج الثلاجة لوقت طويل أو الأجبان والألبان، علينا الامتناع عن تناولها وبخاصة في فصل الصيف نظراً لدرجات الحرارة المرتفعة التي تؤدي إلى نمو البكتيريا بشكل أسرع. كما هناك أيضاً بعض أنواع الفيروسات المعدية مثل “روتا” فيروس أو “نورو فيروس”.
واشار الى ان المياه الملوّثة تعتبر أحد أهمّ الأسباب التي تفاقم من أسباب التسمّم، كالكارثة الصحية التي شهدناها في طرابلس منذ فترة وجيزة بسبب اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي، مما أدّى إلى إصابة أهل طرابلس بالتهاب الكبد الفيروسي أ وتسجيل حالات عديدة. فمياه الصرف الصحّي تحتوي على بكتيريا وفيروسات، وطفيليّات تُسبّب أمراضاً مستعصية، بعضها مقاوم لمضادّات المكيروبات التي يصعب علاجها، وبعضها يحتوي على أدوية ومواد كيميائيّة تؤثّر في النموّ والهرمونات، وقد تُسبّب الإصابة بالسرطان.
الأشخاص الأكثر عرضة
وقال: صحيح أن التسمم الغذائي لا يرحم أحداً، ولكن الأطفال ما دون خمس السنوات والمسنّين والأشخاص الذين يعانون من مشكلات صحية، هم الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب الأمعاء وقد تتفاقم شدّة حالتهم في حال أصيبوا بالتسمم، ويحتاجون الى وقت أطول للتعافي. هذا ونصح ابي حنا الأشخاص الذين يعانون من حرارة مرتفعة لأكثر من يومين أو تقيّؤ شديد أو إسهال حادّ بمراجعة الطبيب تفادياً لجفاف الجسم أو حصول أيّ مضاعفات صحية أخرى .
سبل الوقاية
وعن سبل الوقاية، شدد ابي حنا على ضرورة التأكّد من مصدر اللحوم قبل تناولها، غسل اليدين جيداً قبل وبعد تحضير الطعام، حفظ الطعام بشكل جيد وبطريقة متباعدة لتفادي انتقال البكتيريا من نوع إلى آخر. فضلاً عن طهي اللحوم والدجاج جيداً كي نضمن زوال البكتيريا منها نهائياً.