وجّه السفير الصيني تشيان مينجيان كلمة إلى “الأصدقاء اللبنانيين الأعزاء، والمواطنين الصينيين في لبنان الأحباء”، بمناسبة الذكرى الـ73 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، جاء فيها:
“يصادف اليوم الذكرى الثالثة والسبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، يسعدنا أن نحتفل بالعيد الوطني الصيني معكم عبر الفيديو. منذ العام الجاري، وفي وجه البيئة التنموية المعقدة والقاتمة في داخل البلاد وخارجها، ظلّت الصين تتمسك بالتنسيق بين مكافحة الجائحة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ونجحت في التعامل مع التحديات المختلفة والحفاظ على استقرار الأساسيات للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بأكبر قدر ممكن. وفي بداية هذا العام، بذلت الصين قُصارَى جهودها للتغلب على تداعيات الجائحة واستضافت بنجاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الرابعة والعشرين. إن أولمبياد بكين الشتوي كحدث أولمبي مبسَّط وآمن ورائع أظهر بشكل مثالي الروح الأولمبية “أسرع، أعلى، أقوى، معا، مما جَلَبَ الثقة للعالم المضطرِب. كما ترك الأداء الرائع للرياضيين اللبنانيين أثرًا عميقا للجمهور الصيني”.
أضاف: “هناك حدث كبير آخر للصين في هذا العام. سيعقَد المؤتمرُ الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني بعد نصف شهر. سيتم خلال المؤتمر الاستعراض الشامل للإنجازات الهامة والخبرات الثمينة للإصلاح والتنمية في الصين، وستُرسَم فيه الخطوط العريضة لتطور الصين في المرحلة المقبلة. لم تتغير أساسيات الاقتصاد الصيني المتميزة بالتوجه نحو الأفضل على المدى البعيد، ولن يتغير تصميم الصين على الإصلاح والانفتاح. ستتوفر التنمية الجديدة في الصين المزيد من الفرص الجديدة للبلدان الأخرى وستضُخُ المزيد من الزَخْم الجديد في اقتصاد العالم”.
وتابع: “في الوقت الراهن، تتطور التغيرات غير المسبوقة في العالم منذ مئة سنة بشكل متسارع، وما زالت جائحة كورونا تتفشى، وتتعدّل العلاقات بين الدول الكبرى بشكل عميق، وتنتشر وتمتدّ الصراعات الجيوسياسية باستمرار، ويواجه المجتمع البشري العديد من الصعوبات والتحديات. تعالت أصوات جميع البلدان الداعية للعدالة والإنصاف الدوليين، وأصبحت رغبة الشعوب في التنمية والتعاون أكثر إلحاحاً. منذ أيلول من العام الماضي، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي الأمر الذي يهدِف إلى الدفع بإقامة المجتمع المشترك للأمن الدولي وعلاقات الشراكة للتنمية العالمية، حيث حصل على الاستجابة الإيجابية من المجتمع الدولي”.
وقال إنّ “الصين والدول العربية شركاء استراتيجيون للتعاون الشامل والتنمية المشتركة والتوجه المستقبلي. واستمر التعاون العملي الصيني العربي في مختلف المجالات في التعمق والترسيخ. كما حافظ الجانبان على التنسيق الوثيق بشأن القضايا الساخنة في الشرق الأوسط وساهما بشكل مشترك في الحفاظ على السلام والتنمية في المنطقة. وفي الشهر الماضي، عُقدت بنجاح الدورة الثالثة للمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية، والدورة الثانية لمنتدى أمن الشرق الأوسط.. وسوف تُعقَد القمة الصينية العربية الأولى في المملكة العربية السعودية. ستواصل الصين تعزيز التضامن والتعاون مع الدول العربية، وبناء “الحزام والطريق” بشكل مشترك، وتعزيز تنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، والعمل معا لبناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك للعصر الجديد”.
وأردف: “في تشرين الثاني من العام الماضي، احتفلت الصين ولبنان بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ما أثار استجابة حَمَاسية. وفي هذا العام، يتقدم التعاون الثنائي بثبات في السياسة والاقتصاد والتجارة والثقافة والصحة والعلوم والتكنولوجيا والتعليم والرياضة وغيرها من المجالات. سيواصل الجانب الصيني دعم سيادة لبنان واستقلاله وسلامة أراضيه كالمعتاد، والمشاركة الفعالة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، وتقديم ما في وسعه من المساعدات إلى الجانب اللبناني في إطار التعاون الثنائي والتعاون الجماعي الصيني العربي، وتقديم مساهمة أكبر للحفاظ على السلام والتنمية في لبنان والمنطقة”.
وختم: “أودّ أن أجدد الشكر الجزيل لجميع الأصدقاء اللبنانيين على اهتمامهم بالصين ومتابعة أحوالها، وأشكر الأصدقاء اللبنانيين والمواطنين الصينيين في لبنان على مساهمتهم في توطيد الصداقة الصينية اللبنانية وتعزيز التعاون القائم على المنفعة المتبادلة بين البلدين. وأتمنى لكم موفور الصحة والعافية والنجاح والتوفيق! كما أتمنى للمواطنين الصينيين عيدا وطنيا سعيدا وكل عام وأنتم بخير وشكرا”.