احتفلت بلدية راشيا الوادي بالتعاون مع اللجنة الأهلية لإدارة المياه في البلدة بتدشين مشروع الطاقة لآبار المياه في راشيا، تخليدا لذكرى المربية هيام أسعد سعيد، وتكريما لابن البلدة الدكتور هايل سعيد الذي قدم المشروع عن روح زوجته هيام. وتخلل حفل التكريم ازاحة الستارة عن اللوحة التذكارية تخليدا لذكراها، في حضور عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب وائل أبو فاعور.
شارك في حفل التكريم قائمقام راشيا نبيل المصري، الأب يواكيم أبو كسم ممثلا المطران الياس كفوري، الشيخ ابو وسيم صالح القضماني، القاضي المذهبي الدرزي الشيخ منير رزق، مستشار شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ فريد ابو ابراهيم ولفيف من المشايخ، اعضاء المجلس المذهبي الدرزي في راشيا وممثلون عن الحزب القومي السوري والحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر، وفاعليات المنطقة.
قدم الاحتفال الفنان عماد زيدان الذي تحدث عن “اهمية هذا الانجاز النوعي لراشيا بجهود الخيرين، واليوم عبر مبادرة الدكتور هايل سعيد وكل من سعى وساهم في هذا العمل”. ثم بعض ابيات الشعر العرفاني للشيخ ابو وسيم صالح القضماني في المكرم.
ثم تحدث رئيس بلدية راشيا رشراش ناجي، مقدرا “المكرمة السخية لابن البلدة الدكتور هايل سعيد”، وقال: “اليوم وفي هذه الازمة، المطلوب من الجميع الوقوف الى جانبنا، وانتم لا تقصرون وسنكون عند حسن ظنكم. واتمنى ان تكون راشيا نموذجا لمجتمع مثالي نهضوي من خلال تعاون كل اصحاب الفكر والقدرات لتمر هذه المرحلة الصعبة ولنرسم اجمل صورة تكافل اجتماعي لتعويض تقصير الدولة”.
وتوجه عضو لجنة المياه في راشيا ريدان محمود الى المحتفى به فقال: “دكتور هايل سُررنا بالعملِ معك في المشروع الذي نجتمعُ على افتتاحِه اليوم، وكنا قد بدأنا في صيف عام ٢٠١٩ عندما أطلقت والمرحومة هيام الحملة الاهلية لراشيا أجمل. ولاننا اليوم ومع مبادرتك القيمة ومع الوكالة الاميريكية للتنمية USAID من خلال مشروع دور وبلدية راشيا وكل الجمعيات والمنظمات الشبابية والاهلية ، والمجتمع المدني ومساعي الخيرين وعلى راسهم النائب الاستاذ وائل ابو فاعور، اصبحنا على قاب قوسيين او ادنى من البدء في انشاء محطة التسبيخ في منطقة الوسطاني والتي سوف تفرض الفرز من المصدر. وهنا سوف نصل بتعاونكم جميعا الى صفر نفايات ان شاء الله”.
ثم تحدث رئيس بلدية راشيا السابق جو سعد فقال: “هذا المشروع الذي لم يكن ليبصر النور لولا جهود ودعم من أشخاص لا يمكن أن نصفهم الا بأصحاب الكرم والأيادي البيضاء: وليد بيك جنبلاط، وسعادة النائب وائل أبوفاعور، والدكتور هايل سعيد، والأستاذ نزيه بوغطاس، والشيخ فريد زاكي، كما ويشرفني المشاركة في حفل تكريم الدكتور المعطاء هايل سعيد الذي وقف ودعم وحفز كل نشاط تنموي يساعد أهل بلدته في اصعب الظروف التي يمر بها البلد”.
اضاف: “لا يخفى عن الجميع حالة الانهيار الاقتصادي التي ارخت بتقلها على البلد عامة ومؤسسات الدولة ومنها البلديات والقطاع الخاص وصولا الى الأفراد. فبسبب الانهيار الحالي تحولت البلديات من التركيز على دورها الانمائي الى التركيز على ادارة التحديات والأزمات اليومية (من كهرباء، ومياه، ونفايات) وذلك بميزانية ضئيلة جدا ان لم تكن معدومة. غرقت البلاد بالعتمة وامتلأت شوارع كل المناطق في لبنان بالنفايات، واصبح كل بيت في لبنان يعاني من الشح في توفر المياه، وقد ازداد الوضع صعوبة مؤخرا مع بدء تفشي وباء الكوليرا الذي للأسف يعكس كمية التلوث المرتفعة للمياه السطحية في لبنان”.
وتابع: “اما بالنسبة لبلدية راشيا فقد رفضنا الاستسلام لليأس، ثابرنا وعملنا بكل قوة وحماس مع الجمعيات والمنظمات الدولية والمجتمع المحلي ونجحنا باستقطاب عدة مشاريع انمائية زراعية، بيئية، ومشاريع تخلق فرص عمل للشباب والنساء في راشيا، ومشاريع لتطوير الادارة.
وقال بو فاعور: “تستحق راشيا كل هذا الخير وكل هذا المخزون والارث الروحي من الجبل المقدس جبل الشيخ الى وادي الرسالات رسالات الحكمة وادي التيم والكرم، وتستحق بما تملك من مخزون وطني وهي بلدة الاستقلال ومن مخزون ثقافي ونضالي وعيش واحد ومصالحة، راشيا العربية والوطنية صاحبة الهوية التاريخية الواضحة، تستحق كل هذا الخير وان تعلن حاضنة لكل هذا البقاع، وهذه الخلاصة النوعية التي تقدم اليوم عبر مشروع الطاقة الشمسية عبر مجموعة من الخيرين يلبي حاجة أساسية لاهل راشيا”، معربا عن اعتقاده ان “هذه الحاجة نتيجة الظروف التي نعيش بها يعرف معناها أهل راشيا، وكم من محاولة لإعطاء هذه البلدة المكانة التي تستحق على مستوى البقاع وعلى مستوى الوطن في سياق مشروع انمائي بدأ ويستكمل، واليوم مع الدكتور هايل سعيد ومع مجموعة من الخيرين يوضع مدماك أساسي فيه، لوضع هذه المنطقة وهذه البلدة في المكان والموقع الذي تستحقه لان الحاضر هو ابن الماضي، والمستقبل هو ابن الحاضر واي عمل يجب أن يستند الى القيمة التاريخية التي تمثلها راشيا ومثلتها تاريخيا في النضالات والتضحيات بما قدمته لاجل هذا الوطن”.
وشكر ابو فاعور رئيس بلدية راشيا السابق جو سعد على “كل الجهد الذي قام به في العمل البلدي في هذه الظروف الصعبة مع أعضاء المجلس البلدي”، كما شكر اللجنة الادارية للمياه التي تحدث باسمها ريدان محمود وشكر الخيرين والمتبرعين ممن كانوا دائما الى جانب راشيا واهلها.
وتوجه ابو فاعور إلى المكرم الدكتور سعيد، فقال: “هذه المكرمة هي تقدمة مادية ولكنها أعمق من ذلك هي تقدمة معنوية، فخير الناس افضلهم للناس وانت من اخيار الناس، وحسبي بك كانك تعيد استنباط إرادة الخير في مجتمعك”.
اضاف: “في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها، ظهر افضل ما فينا وأسوأ ما فينا، فرأينا نماذج عن الاستغلال والجشع وعن محاولة البعض في بعض القطاعات الاقتصادية التهام باقي اللبنانيين بكراماتهم ومعيشتهم، وانا اعتقد انك إضافة الى هذا النموذج الخير بما تقدمه اليوم فانت ايضا تعيد النظر في مفهوم الاغتراب وانت من الذين اغتربوا ولم يتغربوا ومن الذين ذهبوا الى أقصى اقاصي الارض لكنك بقيت على وفائك وانتمائك ومحبتك وخيرك لاهلك ومجتمعك ووطنك، وانت من الذين ذهبوا بعيدا في الجغرافيا لكن في المشاعر والانتماء بقيت أقرب من حبل الوريد الى هذا المجتمع”.
واكد “ان اهالي راشيا والمنطقة ولبنان سيتذكرون من الذين قدموا للمستشفيات والمؤسسات في أكثر من منطقة وصولا الى راشيا، وقلتها سابقا واكررها نزدان ونتزين بك امام باقي المجتمعات والمناطق والمؤسسات حتى في اوساطنا الحزبية، نحن نزدان بك أن رجلا خيرا من ابناء منطقتنا قام ويقوم بهذا الخير على امتداد لبنان. ونحن نفتخر بك فعندما كان الرئيس وليد جنبلاط يعقد لقاءات مع الاغتراب كان يضرب المثل بالدكتور هايل سعيد، ويقول امام حشد واسع من المغتربين”يا ريت في كثير مثل الدكتور هايل سعيد ” وهذا الامر مصدر فخر واعتزاز كبير لنا، فاطال الله بعمرك ورحم زوجتك المرحومة السيدة هيام سعيد التي كانت دائمة المحبة والعطف لراشيا وكأنها ولدت في راشيا، وهي انتمت الى راشيا، فالشكر لك وتمنياتي بالتوفيق لرئيس البلدية الحالي رشراش ناجي وللجنة المياه ولكل اهلنا في المقبل من الأعمال على قدر ما نستطيع نحن واياكم والخيرين وان نضع مدماكا فوق مدماك لأجل تقديم الافضل لهذه المنطقة ولهذه البلدة”.
وقال المكرم الدكتور سعيد: “ما نحن بصدده اليوم هو تدشين مشروع جهاز الطاقة الشمسية لضخ المياه من آبار راشيا الجوفية. هذا المشروع اتخذ زخما كبيرا من الدعم المادي الذي قدمه معالي الاستاذ وليد جنبلاط, والدعم المعنوي الذي قدمه معالي الاستاذ وائل ابو فاعور ولهما جزيل الشكر على اهتمامهما الدائم بكل ما هو لمصلحة راشيا وابنائها. كما شكر كل من قدم الخدمات والمواد لانجاز المشروع.
وتوجه الى اهالي راشيا فقال: “من الركائز التي يستند عليها كل مجتمع سبعة دونها لا تقوم للمجتمع قائمة. هذه الركائز السبعة هي: الصدق, الاستقامة, المحبة, التسامح, الشعور بالمسؤولية , التعاون, واخير وليس اخرا العطاء. وتابع “واذا نظرنا الى واقعنا الاليم لوجدنا كم نحن بحاجة الى هذه الميزات. فوضعنا السياسي يتمثل بالفوضى والشلل الكاملين وينقصه الصدق والاستقامة. وضعنا الاجتماعي بحاجة الى المحبة والتسامح. ووضعنا الاقتصادي كارثة لا ينقذنا منها سوى الشعور بالمسؤولية وتحملها بكل اعبائها. اما وضعنا المعيشي فيتطلب العمل الجماعي الذي لا يقوم الا على التعاون والعطاء”.
اضاف: “كثيرا ما سمعت منكم ان العطاء يحتاج الى شجاعة كبيرة. دعوني اصارحكم اني في فترات كثيرة كان يراودني التردد, بل الخوف, للمضي قدما في اتمام المشاريع التي تم انجازها في راشيا وفي لبنان خلال العامين الماضيين. لكن مصدر شجاعتي والهامي, كان القبس الذي انار دربي خلال عقود من الزمن, واليد التي كانت تساعدني على النهوض كلما تعثرت خطواتي, والقوة التي كنت استمدها من رفيقة عمري. تلك كانت المرحومة زوجتي هيام”.
وتابع: “من منطلق الاحساس بالحاجات المعيشية التي يعانيها اهلنا في راشيا في مجال توفيرالمياه, ومن ثقتي الراسخة بضرورة العمل الجماعي المقرون بالتعاون والعطاء, فقد جرى تفعيل لجنة للاشراف على معالجة ازمة المياه وانجاز مشروع جهاز الطاقة الشمسية لضخ المياه من الابار الجوفية. هذه اللجنة التي كنت غالبا اطلق عليها من باب الاعجاب والتحبب لقب خلية النحل لما قامت به مع اعضاء البلدية من عمل جبار لتامين متطلبات المشروع والاشراف عليه خلال انجازه, واصلاح شبكة توزيع المياه المليئة بالاعطال, وتامين المياه الى منازل لم تحظ بالمياه لاشهر عديدة ان لم اقل لسنوات, وتنظيم جداول ضخ المياه الى جميع الاحياء السكنية حسب كميات المياه المتوفرة”.
واوضح سعيد للاهالي بعض النقاط المتعلقة بمشروع الطاقة الشمسية، وقال: “ادراكا منا ان الطاقة الشمسية الحالية تؤمن فقط جزءا لا باس به من حاجتنا اليومية للمياه, فقد تم التواصل مع الاستاذ مازن دلال الذي يتحدر من بيت عريق ذي ماض مفعم بالعمل الخيري لراشيا, وسنعمل سويا على مشروع بناء جهاز طاقة شمسية اخر للبئر الموجود في منطقة الجبل المعروفة بمنطقة اليابسة. هذا المشروع الذي نتوقع انجازه في الربيع القادم سيمكننا من تامين المياه لكل منزل بشكل دوري منتظم وسيوفر علينا استعمال المولدات الا في الحالات الضرورية”.
واشار الى “اننا بحاجة لتطوير نظام جمع النفايات وتدويرها. شاحنات البلدية بحاجة الى صيانة دائمة ووقود يندر وجوده لغلاء سعره. شرطة البلدية بحاجة الى مساعدة مادية لتقوم بمهامها على اكمل وجه. هناك عائلات ترضخ تحت خط الفقر وعلينا ان نقدم لها العون اللازم. هناك الان خطة تحت الدرس لانشاء صندوق تغطيه تبرعاتكم الكريمة بغض النظر عن قيمتها لمعالجة هذه المشاكل. ونحن بانتظار اتفاق ترسيم الحدود البحرية كي يعطي نتائجه المادية بعد سنوات عديدة, كدت اقول عقود قليلة”.