لولا “التشويق” الذي اعتمده بعض نوّاب قوى التغيير بالتأكيد أنّهم في صدد الإعلان عن مرشّحهم في الجلسة الرابعة لانتخاب رئيس الجمهورية أمس لمرّ الاستحقاق بضجّة أقلّ من روتين انعقاد لجنة البيئة أو الرياضة النيابية.
فقد طغت ملفّات أخرى بقوّة على المحاولة الفاشلة للتفتيش عن رئيس “ما بعد” ميشال عون. خصوصاً أنّ الجميع، من دون استثناء، يستعدّ لاستقبال “فخامة الفراغ” ولوقت لا أحد قادر منذ الآن على تحديد مهلته الزمنية. يبدأ الأمر بوهج التوقيع على تفاهم الترسيم البحري و”جرصة التنقيب” عن وفد الناقورة في ظلّ رفض الجيش المطلق تحمّل وزر توقيع التفاهم ولا ينتهي بصخب الاستعداد لمفاوضات الترسيم البحري شمالاً مع سوريا وجنوباً مع قبرص، وبدء العدّ العكسي لمغادرة عون قصر بعبدا، والأهمّ مواكبة محاولات الإنعاش الأخيرة لمحاولة تشكيل حكومة جديدة…
سجّلت حصيلة أمس تراجعاً في الأوراق البيضاء من 63 (جلسة 29 أيلول) إلى 55 (جلسة 29 تشرين الأول) إلى 50 في الجلسة الأخيرة. مع العلم أن تسعة من النواب الـ14 الذين تغيّبوا عن الجلسة كانوا سيصوّتون للورقة البيضاء وهو ما كان سيرفع عدّادها إلى 59
خليفة بدلاً من حنين
بدأ الـ suspense”التغييريّ” قبل ساعات قليلة من انعقاد الجلسة الرابعة لانتخاب رئيس الجمهورية بتصريحات للنائب المُقاطِع لاجتماعات تكتّل نواب التغيير وضّاح الصادق، اعتبر فيها النائب السابق صلاح حنين “أكثر شخص مؤهّل لرئاسة الجمهورية. وفي حال الفراغ يكون هناك مرشّحان قائد الجيش ومرشّحنا”. مع العلم أنّ تعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية يُعتبر من أكثر النقاط الخلافية بين فريق “التغييريين”. لكن لاحقاً أعلن الصادق أنّه اقترع لميشال معوّض.
في المقابل كان التوافق بين نائبَيْ صيدا أسامة سعد وعبد الرحمن البزري وبعض نواب كتلة قوى التغيير قد قطع شوطاً من خلال تبنّي اسم الدكتور عصام خليفة، وهو الأمر الذي مهّد له النائب ملحم خلف بحديثه عن “مقاربة مختلفة للجلسة ورسائل”، إضافة إلى النائب فراس حمدان الذي اعتبر أنّ خليفة “يمثّل مبادئ 17 تشرين”، والنائب ميشال الدويهي الذي قال إنّه “ضمير الخط 29″، فيما عدد الأصوات التي نالها خليفة (10 أصوات) يؤكّد أنّه لم ينَل تأييد كلّ التغييريين.
بدا الانقسام فاضحاً داخل ملعب هؤلاء، فاستفاد من تسرّب الأصوات داخله فريق “لبنان الجديد” الذي ارتفع سكوره من 10 إلى 13 نائباً. وقد وصل الأمر إلى حدّ التشكّك في وضع نوّاب تغييريّين ورقة بيضاء في صندوقة الاقتراع.
“قادة أركان” الأوراق البيضاء
في المقابل تمسّك معسكر التيار الوطني الحر وحزب الله باستراتيجية الأوراق البيضاء كي يُخفي عورة عدم توافقه على اسم محدّد ولأنّه يُسلّم بصعوبة فرض رئيس فيما يُحارب مرشّحَ “التحدّي” على جبهة القوات-الاشتراكي والقوى الداعمة لميشال معوّض.
فعليّاً، مشكلة هذا المعسكر هي بين “قادة أركانه” قبل أن تكون مع معسكر الخصم في سعيه معه إلى الوصول إلى مرشّح تسوية.
سجّلت حصيلة أمس تراجعاً في الأوراق البيضاء من 63 (جلسة 29 أيلول) إلى 55 (جلسة 29 تشرين الأول) إلى 50 في الجلسة الأخيرة. مع العلم أن تسعة من النواب الـ14 الذين تغيّبوا عن الجلسة كانوا سيصوّتون للورقة البيضاء وهو ما كان سيرفع عدّادها إلى 59. يُذكر أنّ النائب جميل السيّد اقترع في الجلسة الماضية لـ”الدكتاتور العادل”، وقدّم أمس تعازيه على ورقة الانتخاب بكتابة عبارة “العوض بسلامتكم”.
لولا “التشويق” الذي اعتمده بعض نوّاب قوى التغيير بالتأكيد أنّهم في صدد الإعلان عن مرشّحهم في الجلسة الرابعة لانتخاب رئيس الجمهورية أمس لمرّ الاستحقاق بضجّة أقلّ من روتين انعقاد لجنة البيئة أو الرياضة النيابية
نكسة معوّض
سُجّلت النكسة الكبرى على جبهة ميشال معوّض الذي يبدو جليّاً أنّ هناك من يتلاعب بأعصابه، وربّما يكون سمير جعجع نفسه المسؤول الأوّل عن حرق اسمه تدريجياً. فبدلاً من أن يرتفع السكور فوق الـ 42 صوتاً (كان هناك نائبان غائبان بحسب معوّض، ما يرفع العدد إلى 44 يومها)، حصيلة جلسة 20 تشرين الأول، تراجع أمس إلى 39 بسبب تغيّب 4 نواب، 3 من كتلة القوات، إضافة إلى نديم الجميّل، بحسب معوّض. والأرجح أنّ صوتي “تكتل الاعتدال الوطني” قد حجبا عن معوّض، وأضيف إليه صوت الصادق، ليصير العدد (39 + 4 غائبين = 43، فيكون التراجع بصوت واحد، بحسب تصريح معوّض بعد الجلسة.
لقراءة المقال كاملاً: https://www.asasmedia.com/news/394511