Exclusif

خاص : رحل عون وظلَّ سلامة

د، عُلا القنطار

رحل عون وظلَّ سلامة

 

هي معركة وجودية قرّر رئيس الجمهورية السّابق ميشال عون أن يخوضها بأخر أيّام عهده، معركةٌ قرّر من خلالها إقصاء حاكم المصرف المركزي رياض سلامة من منصبه، ليقول لجمهوره أن المعركة التي افتتحتها كسبتها، وليوهمهم بإنجاز “خنفشاري” لا لون له ولا فائدة، إلا أنه ولسوء حظّ عون فإن معركته باءت بالفشل، ولم يستطع أن يحقق الإنجاز الوهم الذي خطّط له.

أشْهرٌ من الدعاوى، والأخذ، والرد، صمّم من خلالها فريق كبير تابع للرئيس السّابق ميشال عون على ملاحقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من خلال دعاوى في لبنان عبر قضاة يُحسبون على العهد القوي أمثال القاضية غادة عون التي أصرت على إحضار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومثوله أمامها بتهم تتعلّق بالفساد ، أو من خلال دعاوى خارجية تتعلق بتبييض الأموال. إلا أن ليلة القبض على سلامة باءت بالفشل أيضاً، حيث أن المداهمة الثنائية الشهيرة التي قامت بها غادة عون على منزل رياض سلامة والمصرف المركزي لم تسجل أي نقاط تذكر لمصلحة فريق الأخيرة.

ومن هنا ظلَّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة صامداً أمام هجمات العهد “السنسكريتية”، والتي لم تصل لأي نتيجة واضحة، فكلام رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون كان جلّهُ محض افتراءات واتهامات، إذ أن لا دليل يذكر استطاع فريق رئيس الجمهورية السّابق أن يعرضه على العلن، لا بل كانت جلّ المسرحية عبارة عن سيناريو استقوى من خلاله عون بأجهزته الأمنية التابعة للرئاسة، وبموقع بعض من القضاة، حيث ترى دوائر سياسية لبنانية في إصرار القاضية غادة عون واستعجالها لمحاكمة سلامة أهدافا سياسية للرئيس اللبناني، إذ تشير العديد من المصادر إلى أن القاضية تأتمر بأوامر الرئيس، ومن هنا كان عون يعمل ليُشكل هالة “مُصطنعة” عن أنّه يريد أن يقاضي شخصاً أو مسؤولاً يعتبره من وجهة نظره فاسداً بغية القول لأنصاره بأن عهده لم يكن “صفري” لا بل استطاع أن يواجه ولو بشكل مصطنع..

 

إلا أن الأكيد من كل ما سبق هو أن عون فشل، ولم يكن بمقدوره تحقيق أي إنجاز، حتى تلك الإنجازات المصطنعة، حيث ظلّ سلامة حاكما للمصرف المركزي، وعاد عون إلى الرابية خالي الوفاض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى