Uncategorized

تكلفة مشاهدة المونديال تعجيزية… ولمن استطاع سبيلاً!

كتبت راما الجراح في مقالتها بـ “لبنان الكبير”

كيف سنشاهد المونديال؟ السمفونية نفسها تتكرر كل أربع سنوات في لبنان مع حلول كأس العالم لكرة القدم، وعادةً ما كنا نأمل الحصول ولو في اللحظات الأخيرة على فرصة مشاهدة المباريات عبر “تلفزيون لبنان” حصراً، ولكن هذا العام المشهد مختلف تماماً. في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيشها لبنان، لن يتمكن المواطن بسهولة من متابعة مباريات مونديال قطر 2022 في منزله، بعد الارتفاع الكبير في تكلفة الاشتراك الشهري لباقات شركات النقل المباشر للمباريات، بالنسبة الى الراتب الشهري الذي يتقاضاه.

أبو علي، صاحب محطة ساتلايت، أوضح عبر موقع “لبنان الكبير” أنه “في حال أراد الشخص كابل فيجين من الشركة يكلفة 180 دولاراً، أما اشتراك الكابل فتكلفته 90 دولاراً، وفي حال كان الشخص يملك كل التمديدات وهو بحاجة إلى خط موزع فقط فتكلفته 25 دولاراً، وفي كل الأحوال جميع هذه التكاليف اليوم صعبة وباهظة على المواطن اللبناني الذي أصبحت لديه أولويات كثيرة لتأمينها لعائلته قبل التفكير في إشتراك لمتابعة المونديال بكل أسف”.

 

وأكد أن “اللبناني في أيام الحرب لم يُحرم من متابعة كأس العالم، من الاجتياح الاسرائيلي عام 1982، وكذلك الأمر عام 1986، حتى أن كبار السن يسردون روايات عن استعمال بطارية السيارة لمشاهدة المونديال، وبدل أن نتطور، وصلنا إلى عام 2022 ولا تستطيع فيه بطاريات السيارات المساعدة في تشغيل الريسيفيرات وفك شيفرة حقوق البث من الشركات، لأن دولتنا لا تستطيع تأمين البث عبر المحطة المحلية في لبنان لتصبح المشاهدة لمن إستطاع إليه سبيلاً”.

 

ورأى عدد من المواطنين أن مشاهدة المونديال في المقاهي أوفر وأفضل بكثير من مشاهدتها في المنزل، مع احتساب اشتراك الكابل، والكهرباء. وقال الشاب محمد. ز: “تكلفة اشتراك الكابلات غالية جداً، أنا أب لـ 3 أولاد وراتبي 150 دولاراً، كيف يمكنني تأمين حاجات منزلي في حال دفعت 90 دولاراً لمتابعة مباريات كأس العالم؟ حتى أنني لا أستطيع متابعة جميع المباريات في المقهى، وستكون محدودة بسبب الغلاء هذه الأيام، وأقول الله لا يسامح دولتنا لأن أبسط الأشياء الترفيهية لا تستطيع تأمينها للمواطن”.

وبحسب استفتاء قمنا به، تبيّن أن بعض المواطنين جدّد اشتراكاته مع موزّعين عاديين للكابلات التلفزيونية، لكن هناك خشية من أن يتأثر بث مباريات المونديال بالأحوال الجوية كون تلك الكابلات قد تتعرض للتشويش في حال شهدت الأجواء عواصف أو أمطاراً. وحتى الساعة ومع بداية المباريات لا تزال المفاوضات جارية بين وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري والجهات المكلفة تأمين نقل المباريات عبر شاشة “تلفزيون لبنان” الرسمية من دون التوصل إلى أي نتيجة ملموسة، والانتظار سيد الموقف.

وأشار نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والباتيسيري في لبنان طوني الرامي، في حديث تلفزيوني، الى أن “تكلفة الاشتراكات لنقل المباريات في المقاهي تتراوح ما بين 3 آلاف إلى 15 ألف دولار، حسب القدرة الاستيعابية للمقهى. والمقهى الذي يتسع لـ 50 مقعداً مثلاً سيدفع بدل السماح بالنقل المباشر مبلغاً يبدأ من 3 آلاف دولار على الأقل”، متوقعاً “أن تكتظ المقاهي برواد المباريات ومتابعيها”.

 

وقال أحد المسؤولين في مطعم “أمالين” وسام جراح لموقع “لبنان الكبير”: “خصصنا صالة في المطعم لمشاهدة المونديال مع شاشة كبيرة 7 أمتار بعرض 4 أمتار، وتزيين خاص بالفرق المشاركة في كأس العالم، اضافة إلى وجبات خاصة و Menuخاص وقمنا بتنسيق الصالة على أنها مدرج تحت اسم (مُدرج أمالين)، ووضعنا ملعب فوتبول مع طباعة أشكال اللاعبين، حتى يعيش الناس المونديال”.

 

أضاف: “نظمنا التكلفة على أن تكون مقتصرة على سعر الدخول، لأن تكلفة العرض غالية جداً، فايجار الشاشة وتكلفة عرض المونديال بسبب حقوق البث 10 آلاف دولار في هذا الشهر، إضافة إلى الكهرباء، واختصرنا سعر الدخول بـ 5 دولارات للشخص الواحد، ويستطيع أن يطلب سندويشاً مع نرجيلة ومياه أيضاً، وهدفنا فقط تأمين هذا الجو للناس، هناك حركة كبيرة وجميع المقاعد ممتلئة”.

يبدو أن معظم عشاق كرة القدم في لبنان سيتجهون إلى المقاهي لمتابعة المباريات، فالمشاهدة في المنزل تكلفتها أكثر، كما أنّ هناك مشكلة عدم توافر التيار الكهربائي، على أمل أن تحمل الأيام المقبلة بُشرى سارة للبنانيين ويتم تأمين بث كأس العالم على “تلفزيون لبنان”.


 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى