Exclusif

في يوم مناهضة العنف، أين هي نساء لبنان؟

خاص- علا القنطار

نحن اليوم وبكل أسف وحرقة مازلنا نتكلم عن حقوق المرأة في بلد تكدست فيه نجاحات نسائه، وكفاحهن، وصبرهن، إلى أن أصبحن من أهم نساء العالم.

هؤلاء هن نساء لبنان، عاملات، قويات، مضحيات في سبيل العيش اللائق الكبير، فهل من المعقول أنه مع تطور الحضارات والوصول إلى ما نحن عليه في القرن الحالي لا نزال نتكلم عن كيفية حماية النساء؟!

حتما وبمرارة أقولها، لا يزال العنف ضد النساء طاغيا ليس فقط في لبنان إنما في العالم أجمع، فلا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن قضية تعنيف، وضرب، وقتل، للنساء بحجج عديدة، أجل هذه هي الحقيقة؛ النساء تتشاركن في مجتمعاتهن مع أشخاص سلبيين، حاقدين، لا يستهويهم سوى التعذيب والتنكيل.

 

كثيرة هي المشاكل التي تواجهها النساء في وقتنا الحالي، إنطلاقاً من الحقل الآكاديمي وصولا للسياسي، فالعملي، وغيرها.. فمثلا لا تزال بعض العقول المتحجرة مصممة على أن مكان النساء هو المنزل، والمنزل فقط، ما يفرض عملياً عدم قدرة هؤلاء على تحصين أنفسهن بالعلم، وذلك لعدم كونهن سيدات أنفسهن، بل عكس ذلك، فهن سيكن تابعات لرجال يفترضون بأنهم أسياد وعلى النساء الطاعة.

 

من ناحية أخرى، ولكي لا نذهب بعيداً، فإن فرضية التمييز بين الرجال والنساء لناحية الوضع العملي لا يزال قائماً في لبنان، فإلى يومنا هذا لا تزال النساء تعاني من التمييز الجنسي القائم إن كان لناحية الوظائف أم لناحية الرواتب في ظل بعض التقدم الموجود في بعض الإدارات أو الأماكن الأخرى المتنوعة.

على المستوى السياسي الأمر ليس بالأفضل، فالنساء في لبنان هن شبه غائبات عن العمل السياسي، وذلك ناتج بالطبع عن ثقافة المجتمع المحدودة

والمؤلم أنه رغم كون لبنان من أول الدول العربية التي تنادي بالديمقراطية القائمة على تقبل الرأي الآخر، واجهت مؤخرا الهيئة الوطنية لشؤون المرأة مصاعب وعقبات كبيرة من خلال فرض الكوتا النسائية للإنتخابات النيابية، وهذا الرفض الحاصل من قبل الأحزاب ما هو إلا مؤشر على خوف هذه الأحزاب من إمكانيات النساء ودورهن الفعّال.

 

يبقى العنف الحاصل ضد النساء هو الوضع الأكثر خطورة في هذا اليوم، إذ أن نساء لبنان وللأسف بتن بحاجة إلى حماية كبيرة، بينما يعيش لبنان وضعاً اقتصادياً واجتماعياً صعباً، تبقى بعض النساء كبش محرقة هذه الأوضاع، وعليه فإن الجمعيات المختصة مستعدة وجاهزة لإيلاء هذه القضية الحيّز اللازم من الإهتمام.

يبقى على النساء إذا مهمة تفجير طاقتهن، والعمل على المواجهة، وعدم السماح لأي مشكلة بعرقلة طريقهن، حيث يتوجب عليهن أن يبقين الثائرات القويات بوجه المشاكل والأزمات!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى