Nouvelles Locales

ساعات عصيبة على الدروز بعد “إنقلاب” بأمر سياسي

ساعات عصيبة على الدروز بعد “إنقلاب” بأمر سياسي

ليبانون ديبايت”

تعيش طائفة الموحدين الدروز في لبنان ساعات عصيبة بعد الإعلان عن ارتداء الشيخ أبو فايز أمين مكارم للعمامة المكولسة من دون الأخذ بموافقة ومباركة رئيس الهيئة الروحية، الشيخ أمين الصايغ كما ينص النظام والعرف الديني لطائفة الموحدين.

وتعد العمامة المكولسة أرفع رتبة دينية عند الدروز ولا يجوز تكليف أحد بإرتدائها إلا من خلال رجل دين يرتديها وبموافقة منه، أما بحال غيابه فعندئذ يُمكن لكبار المشايخ تسمية من يرون فيه لائقا لوضع العمامة المكولسة فوق جبينه.

وتقاطر مئات رجال الدين الدروز من راشيا وحاصبيا والشوف والمتن إلى منزل الشيخ الصايغ لإستنكار ما حدث خصوصا أن رئيس الهيئة الروحية عاد الى ارتداء العمامة العادية التي يرتديها عامة رجال الدين الدروز.

وتسود حالة غضب كبيرة مردها أن قرار “تلبيس” الشيخ مكارم هو سياسي محط لضمان مظلة روحية لرئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي”، وليد جنبلاط ونجله تيمور خصوصا أن الأول وقع في خصومة مع الهيئة الروحية بعد دفعه باتجاه تعيين الشيخ سامي أبي المنى كشيخ للعقل رغم معارضة كبار رجال الدين الدروز لهذه الخطوة وإصرارهم على انتخاب شيخ توافقي غير محسوب على أي جهة سياسية ليتمكن من توحيد صفوف الدروز والتقريب بينهم.

كما أن مواقف الشيخ الصايغ الرافضة لصبغ صفة العمالة على دروز فلسطين المحتلة بعد قضية المطران موسى الحاج، ودعوته دروز سوريا الى عدم المراهنة على دعم خارجي للوقوف بوجه دولتهم ودعوته الى إتمام المصالحات داخل الطائفة بسبب إشكالي الشويفات وقبرشمون من أجل توحيد صفها زادت في الشرخ مع زعيم المختارة.

 

وفي التفاصيل، فإن الشيخ أبو محمد صالح العنداري تواصل مع الشيخ الصايغ بخصوص تكليف الشيخ مكارم بإرتداء العمامة التوحيدية غير أنه لم يحصل على الموافقة المطلوبة للمضي بالخطوة، وعوضا عن تجميد الخطوة أصرّ الشيخ غاندي مكارم قاضي المذهب الدرزي ومعه شيخ العقل سامي أبي المنى على مواصلة الضغط من أجل ارتداء الشيخ أمين مكارم للعمامة، فالهدف الأساسي من وجهة نظرهم يتمحور حول ضرورة وجود شيخ موال لجنبلاط في الهيئة الروحية ويعتمر العمامة المكولسة كي لا يُقال أن المختارة تعاني عزلة روحية.

وبحسب المعلومات، جرى الإتفاق على تكليف مجموعة من رجال الدين لزيارة الشيخ مكارم وإبلاغه بعدم جواز ارتداء المكولسة بهذه الطريقة، وأن الرضى الروحي عليه هو أرفع وأهم من الرضى السياسي، كما لا يجوز إغضاب رجال الدين طمعا في رضى رئيس حزب أو نائب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى