
ككل استحقاق، يتخبّط لبنان وتصطدم كل الحلول والطروحات بجدار الخلافات الداخلية فتتعاظم الأمور وتخرج عن السيطرة كي يأتي الحلّ والضوء الأخضر من الخارج لتسوية الأزمات على أنواعها.
وهذا ما هو حاصل اليوم في ملف الانتخابات الرئاسية الذي شهد عشر جولات من الاقتراع الهزلي تحت قبّة البرلمان في ساحة النجمة لتنتهي الأمور الى لا رئيس ولا توافق ولا حوار، فأرجئ الاستحقاق الى ما بعد الأعياد في العام المقبل
وبحسب مصدر ديبلوماسي مطّلع، ان التعويل الأكبر في ملف الرئاسة اليوم هو على حراك الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يُتوقع ان يزور لبنان لتفقد قوات اليونيفيل بعد الحادثة الأمنية التي أودت بحياة جندي ايرلندي وأدت الى اصابة ثلاثة آخرين، في حادثة خطيرة يجب كشف ملابساتها واستكمال التحقيقات لمعرفة من يقف خلفها، يؤكد المصدر
الزيارة الفرنسية ستشكّل مناسبة للقاء ماكرون بالرئيس نجيب ميقاتي في قصر الصنوبر حيث يحضر على بساط البحث الملف الأمني المتعلق بقوات حفظ السلام والملف السياسي وانتخابات رئاسة الجمهورية.
والمعروف ان فرنسا لم تترك لبنان يوما في محنته، عليه فإن مساعي إيجاد حلّ للملف الرئاسي متواصلة والرئيس ماكرون طرح موضوع لبنان خلال لقائه نظيره الأميركي جو بايدن في واشنطن على ان تكون له جهود مماثلة في قمة بغداد 2 التي تستضيفها عَمان في العشرين، والحادي والعشرين من الجاري.
وإذا كان لبنان سيغيب عن القمّة، غير أنه سيحضر على جدول أعمالها، وفي هذا الإطار تندرج زيارة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الأخيرة الى بغداد حيث عقد سلسلة لقاءات أبرزها مع رئيسي الجمهورية والحكومة العراقيَين أفضت الى التعهّد بحمل الملف اللبناني الى أعمال القمة والعمل على إيجاد مخرج للأزمة السياسية القائمة.
ولم يغفل اللواء ابراهيم عن ملف النزوح السوري وتداعياته الذي يوليه أهمية قصوى على ان يحضر ايضا على بساط بحث المجتمعين في قمة بغداد 2.
أما التعويل الأكبر والأساس لحلّ المعضلة اللبنانية فيتركز على احتمال عقد لقاء بين ولي العهد السعودي الذي سيشارك في القمة، والرئيس الايراني إذا ما تأكّد حضوره. وهذا ما يصبو اليه الرئيس الفرنسي وهو ما يصبّ في مصلحة لبنان فإذا نجح ماكرون في توأمة هذا اللقاء قد يشكّل ذلك مفتاحاً للأزمة في لبنان. لكن ترجمة أي مخرج، يؤكد المصدر الديبلوماسي، لن تظهر على أرض الواقع قبل شهرين الى ثلاثة أشهر على الأقل..
إذا مع التعثّر الداخلي لأي مخارج ممكنة، يُعتبر الخارج خشبة خلاص بالنسبة الى اللبنانيين الذين سئموا تعنّت أهل الربط والحلّ في دولة لم تتوانَ مرة عن إثبات فشلها في إدارة البلاد.