تتواصل التحقيقات في حادثة الاعتداء على الدورية الأيرلندية العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، وقد وصل إلى بيروت فريق تحقيق ايرلندي خاص، بدأ عملياته بمعاينة جثة الجندي الأيرلندي المقتول، بالإضافة إلى الاستماع لإفادات جنديين أيرلنديين آخرين أصيبا في الاعتداء وتم إخراجهما من المستشفى ونقلهما إلى مقر كتيبتهما في بلدة الطيري بأقصى الجنوب، في حين ينتظر الفريق تحسن حالة جندي ثالث أصيب إصابة حرجة في كتفه وصدره.
وتشير مصادر متابعة إلى أن التحقيقات الأولية أظهرت أن دورية اليونيفيل كانت مؤلفة من أربع سيارات، وتمت ملاحقتها من سيارة على طول الطريق الدولي، وعند مدخل بلدة العاقبية، انقسمت الدورية قسمين للتخلص من الملاحقة.
وواصلت سيارتان السيرَ على الأوتستراد باتجاه بيروت، في حين انعطفت الأخريان باتجاه طريق فرعي للتثبت من عملية الملاحقة، وبعد دخول السيارتين في المفترق تم قطع الطريق عليهما، ما أدى إلى التوتر الذي تطور إلى إطلاق النار.
وتؤكد المعلومات أن السيارتين أصيبتا بـ 27 طلقة، ما يعني أن إطلاق النار كان مباشراً ومركزاً.
وتكشف مصادر متابعة أن الجيش اللبناني استدعى العديد من شهود العيان الذين كانوا في الموقع عند حصول الحادث، وقالوا في إفاداتهم إنه بعد دخول السيارتين إلى البلدة تم قطع الطريق عليهما ووقع الإشكال، وعندها صدمت إحدى سيارات الدورية سيارة مدنية متوقفة على جانب الطريق، ثم أطلقت النار بكثافة، لكن لدى سؤال الشهود عن وجهة إطلاق النار أو من هم الذين قاموا بذلك، نفوا أي علم لهم بما جرى.
في المقابل، تؤكد المصادر أن “حزب الله” الذي يحرص على التبرؤ من هذه العملية، نقل اثنين من عناصره اللذين كانا في موقع الحادث بعد أن أوقفهما لاستجوابهما إلى مركز اللجنة الأمنية في بيروت التابعة للحزب، لكن من غير المعروف حتى الآن إذا كان الحزب سيسلمهما إلى الجيش لاستجوابهما، أو إذا كان سيسمح بتوقيفهما في حال تبين أن لهما علاقة بما جرى.