
التعليم هو فعل حرية وليس فعل تدجين وتنميط.
لذلك على المؤسسات التربوية أن تركز على تعليم الجيل الجديد مهارات التفكير العليا، وخاصة التفكير النقدي والابداعي ومهارات التحليل واستخدام المنطق والتفسير والتقييم والابتكار وحل المشكلات، وليس فقط الفهم والتذكر والتطبيق الببغائي للمعارف والعلوم والآداب.
التفكير الصحيح يؤدي الى انتاج المعرفة والأفكار الجديدة، بحرية وشجاعة وتميّز، بينما تلقين المعارف يؤدي الى تحنيط الفكر وأسر النفس في قوالب جامدة سرعان ما تتجاوزها تطورات الحياة وديناميتها.
يقول المفكر الإسلامي والرئيس الأسبق لجمهورية البوسنة والهرسك علي عزت بيغوفيتش: “حين نعلّم الإنسان التفكير فإننا نحرره، وحين نلقّنه معارف جاهزة، نضمّه الى القطيع”.
على مدى القرنين الماضيين، كم خرّجت منظوماتنا التربوية التي تركز على التلقين أجيالا تابعة صارت وقودا لقطعان الطوائف والمتنفذين، عوض تخريج أفواج من المفكرين المبتكرين المجددين الأحرار الشجعان.
وكم نحن بحاجة اليوم الى تغيير هذه المنظومات ومناهجها ومقارباتها من أجل انتاج جيل مفكر حر مبتكر يستطيع النهوض بمجتمعنا وإدخاله الى عصر المعرفة والابتكار من ابوابه الواسعة في كافة المجالات العلمية والتكنولوجية والأدبية و الثقافية…