Economie

هناك في مكتبه في منطقة “نهر الموت”، يجلس جاك صراف رئيس مجلس إدارة “ماليا غروب”، هادئاً ممسكاً بزمام الأمور متحصناً بقدرته على التحرك والمبادرة، وسط تحديات كثيرة فرضتها تبعات الأزمة الإقتصادية والمالية والنقدية غير المسبوقة التي تطال كل نواحي الحياة في لبنان.

جاك صراف

صراف المخضرم والقيادي العريق الذي خَبِرَ العمل في أيام الحروب والأزمات والإستقرار والإزدهار، يجيد جيداً التعامل مع ما هو حاصل الآن في لبنان، خصوصاً أن المجموعة التي يرأس مجلس إدارتها “ماليا غروب” تعاملت عبر السنوات مع أزمات متعددة ومختلفة في دول مختلفة، ما عزز ثقته بما بَنَته على مر السنوات، ورسخ قناعته بأنه في الأزمات لا يكون الأفق مقفل كلياً.

وفي حديث أجراه موقع Leb Economy مع صراف عن “ماليا غروب”، اشار الى أن “ماليا غروب” تتألف من 27 شركة لتشكِّل مجموعة متعدِّدة الأوجه، تنطلق من لبنان ليمتد نطاق أعمالها إلى المشرق العربي وشمال أفريقيا ودول مجلس التعاون الخليجي. وهي ناشطة في ستة قطاعات، وهي: الصناعة، التوزيع، التكنولوجيا والحلول الرقمية، الموضة والرفاهية، الهندسة والمقاولات، بالإضافة إلى الفندقة والإستثمارات السياحية والعقارية. وقد تمكّنت بعد مرور ثمانين عامًا من العمل الدؤوب، من التجارة بستّين علامة تجارية وعقدت تحالفات مع 35 شركة التي تعتبر من الأبرز عالمياً.

وفقاً لصراف فإن “الحديث عن تخطي “مالية غروب” تحديات الأزمة اللبنانية أمرٌ مبالغٌ فيه، خصوصاً أنه طوال السنوات الأخيرة كانت المفاجآت تحصل مع كل غمضة عين وكل الإجراءات التي كانت تُتّخذ هي مجرّد ردات فعل من القطاعين العام والخاص، حيث عشنا خلال 3 سنوات ضغطاً كبيراً بمعنى إننا كنا نتلقّى 365 مفاجأة في كل عام. لكن ما حصل أنه في عام 2022، تمكنّا من ضبط أنفسنا تجاه هذه المشكلات فأصبحنا نترقّبها ونتحضّر لها قبل حصولها”.

واعتبر صراف أن “المشاكل الأكثر تعقيداً هي المشاكل التي يسببها تعاطي السياسيين مع الواقع المأزوم، ففي علم الإقتصاد الحلول متاحة لضبط ومعالجة أي مشكلة تحدث لا سيما أنّ القطاع الخاص يتمتع بإستقلالية تعطيه القدرة لرؤية المشاكل وترقّبها ومعالجتها”.

وشدّد على أن “التنوّع في القطاعات والإستثمارات الذي تعتمده “ماليا غروب” وتواجدها داخل الأسواق اللبنانية والخارجية في العراق والإمارات والسعودية والكويت والجزائر، يأتي في إطار إعتماد نوع من سياسة مواجهة المخاطر، بمعنى إنه إذا تعثّر أحد القطاعات يكون هناك قطاع آخر يسنده وإذا تعثر بلد ما يكون هناك بلد آخر يعوّض أي خسائر تحصل”

واعتبر إنه “في ظل هذه المعطيات، تملك “ماليا غروب” القدرة على مواجهة الأزمات. علماً إنه في غالب الأحيان لا يكون الأفق مقفلاً كلياً، فخلال الأزمة العالمية هناك دول لم تتأثّر بها وبقيت تعمل بشكل جيد”.

واعتبر صراف أن ” “ماليا غروب” عايشت أزمات متعددة منها ازمة العراق في العام 2014 وفي سوريا واليوم في مصر وفي السعودية. وكل هذه الأزمات أثّرت عليها ولكن الدور الأساسي في تخطي هذه الأزمات كان في كيفية التفاعل في مواجهة الأزمة”.

وقال “إنطلاقاً من تجربتنا لا تشابه بين معالجة أزمة وأخرى. عندما حصلت الأزمة في العراق درسنا كيفية مواجهتها وكانت أزمة سياسية عسكرية وأمنية. واثناء الأزمة اللبنانية كان هناك دائماً هاجس يتمحور حول كيفية معالجة تداعيات هذه الأزمة الطارئة وقد أتانا السند من غير دول. وهذا حصل ايضاً عندما تعب العراق اذ وجدنا لبنان وسوريا والسعودية سنداً لنا. وهذه هي إحدى الطرق التي جعلت وضعنا كمجموعة لديها تواجد هيكلي في لبنان ومرتبطة في العالم قادرة على إدارة تواجدها في دول العالم الخارجي من لبنان”.

وتابع صراف “على صعيد المجموعة، كان لدينا تعب في 2020 وعام 2021 تخطينا الأمور إلى أن وصلنا إلى عام 2022 الذي كان عاماً أفضل من غيره، إذ ساهمنا في أدوار عدة حيث أخذنا عدد من موظفينا الراغبين بالسفر إلى شركاتنا الخارجية وبحثنا عن قطاعات أخرى لتأمين التمويل في ظل الحاجة لعملات أجنبية”.

ونفى صراف أن تكون “ماليا غروب قد وصلت إلى شاطئ الأمان نظراً لتقطيعها المراحل”. وقال: ” لبنان لا يزال مريضاً ولم يتعافَ بعد. فهناك فراغ رئاسي وحكومة تصريف أعمال ومجلس نواب لا يعمل. لبنان دولة منهارة، حتى الوزراء يشكون من قلّة الموظفين. وإذا كان مجتمعنا مريض فهذا يعني إننا أيضا مرضى، نأخذ بعض المقويات والأدوية لنحيا ونمرّر المرحلة لكن هذا لا يعني أنّ “ماليا غروب” وصلت إلى شاطئ الأمان. فاليوم مجموعتنا والإقتصاد اللبناني والشأن الإجتماعي في أزمة عنوانها الكبير دولة لبنان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى