
فوضى تربوية بحد ذاتها يشهدها لبنان، إذ أن هذا العام يعتبر من أسوأ الأعوام التي قد تمر على الطلاب اللبنانيين.. فبعد نحو شهرين ونصف من الإضراب المستمر، عاد العام الدراسي بالإنطلاق من جديد، وذلك بعد قرار الروابط التعليمية بالعودة إلى التّدرس، هذا القرار الذي لم يلقَ تجاوبًا من قبل كافة الأساتذة، إذ أن قسمًا كبيرًا منهم يعتبرون بأنَّ هذا القرار يمثّل فقط روابط التعليم التي لم تستطع أن تفعل أي شيء طيلة هذه السنوات..
وبظل هذا التخبط، يستريح القادة دون اكتراث..
فأين أنتم من هموم هذا الوطن.. تدمرونه عن قصد غير آبهين بشعب ضحّى، وقدّم، وقُتل بسبب قراراتكم.. هل وصل السكين اليوم إلى رقاب أولادنا؟؟ ألا يكفيكم ما فعلتم بنا نحن المواطنين؟؟
لقد طُردنا خارج بلدنا بسببكم أنتم.. لقد عذّبنا، وتمت إهانتنا.. فقط مصالحكم، وصفقاتكم هي التي لها أولوية، أما نحن.. فالتّضحية بنا في سبيل مصالحكم وأهوائكم أفضل وأنسب.
يا سعادتك… معاشك يوازي حرفيًا اليوم 100$، فمن أين لك هذا؟ من أين أتيت بالقصور، واليخوت؟ من أين أتيت بهذه الرفاهية كلّها..
طبعًا لن تكلّف نفسك عناء السؤال والتفكير، إذ أن أموالك محفوظة، وأولادك أمنّتهم.. لكن أولادنا من يؤمنهم؟؟
أيؤمنهم الأب الذي ينتحر كل يوم؟
أيؤمنهم دمّ الوالد الذي انتشر بزاويا المنزل بعد أن فقد الأمل منكم أنتم؟؟
أيؤمنهم دموع الأمهات الثكالى؟ أو أنين الإبن الذي يبحث عن مصدر لشراء الدواء والخبز؟
ما بالكم؟ ما بكم؟ إلى أين تريدون الذهاب بعد بهذه المهزلة..
هزئتم أنتم وشعبكم وحاشيتكم..
خسئتم أنتم وصفقاتكم..
لبنان سيبقى لنا وأنتم الذين سترحلون.



