Nouvelles Locales

جعجع: الحلول الاقتصادية لا يمكن أن توصل الى نتيجة إن لم تستعد الدولة سيادتها

أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “الحل من أجل الخروج من الوضع الراهن ليس اقتصادياً بل هو سياسي، لأن أساس المعضلة سياسي بامتياز وكل ما نشهده من ازمات اقتصاديّة يأتي بمثابة عوارض للأزمة الفعليّة، لذا كل الحلول الإقتصاديّة الممكنة لا يمكن أن توصل إلى أي نتيجة إن لم تستعد الدولة سيادتها وسلطتها وهيبتها ويحدث التغيير الجذري في إدارة الدولة، والباب من أجل كل ذلك هو انتخابات رئاسة الجمهوريّة، من هذا المنطلق يأتي موقفنا الرافض لأي مرشح رئاسي من الفريق الآخر أو أي مرشح صوري لا يمكنه لعب دور رئيس الجمهوريّة الفعلي كما يجب”.

 

كلام جعجع جاء خلال الخلوة السنويّة الثانيّة لمركز “القوّات اللبنانيّة” في مدينة بشري، التي أقامها في المقر العام للحزب في معراب، في حضور: النائب ستريدا جعجع، رئيس البلدية فريدي كيروز، رئيس لجنة جبران الوطنيّة جوزف فنيانوس، المرشح لرئاسة “لجنة جبران الوطنية” البروفسّور فادي حكيم رحمه المدعوم من حزب “القوّات اللبنانيّة”، أمين سر منسقيّة “القوّات” في منطقة بشري شربل مخلوف، رئيس مركز “القوّات” في مدينة بشري رينه النجار، بالإضافة إلى الهيئة الإداريّة للمركز واللجان الإداريّة لمكاتب المركز كافّة، وعدد من المنخّبين.

 

وشدد جعجع على أن “رئاسة الجمهوريّة لها مواصفات محدّدة يجب أن تتوافر في الشخص الذي سيصل إلى سدّتها، من هنا يجب ان نميّز بشكل جيد ودقيق ما بين المواصفات الشخصيّة التي يحاول البعض غش الناس بها كمثلاً يقولون فلان آدمي، نزيه وشفاف هذا جيّد، وهناك عدد كبير من اللبنانيين الذين يتمتعون بهذه المواصفات وهذا الأمر لا يؤهلهم جميعاً لكي يكونوا رؤساء للجمهوريّة، هذه المواصفات مهمّة وأساسيّة ولكن الصفات الأهم لأي رئيس جمهوريّة هي أن يكون صاحب قرار وجريء وصلب ويعزم على بسط سلطة الدولة وإعادة هيبتها المفقودة لها”.

 

وأوضح أن “المعركة الرئاسيّة محليّة إلا أن هناك من يصرون على ربطها بالتطورات الإقليميّة والدوليّة، الحل بيد النواب الـ128 الذين يمكنهم النزول اليوم قبل غد إلى مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهوريّة وفي هذه الحال لا يمكن للخارج التأثير أبداً على مجريات الأمور إلا أن هناك من يطمحون لربط ملف انتخابات الرئاسة بالخارج كل لمصالحه ومآربه الشخصيّة والفئويّة غير الوطنيّة”.

 

وأشار إلى أننا “مستمرون في ترشيح ميشال معوّض في الوقت الراهن إلا أننا منفتحون على التشاور مع قوى المعارضة في أي اسم بديل لديه المواصفات المطلوبة ويمكنه توحيد صفوف المعارضة والحصول على 62، 63، 64 أو 65 صوتاً ماذا وإلا فالذهاب من مرشح إلى آخر والبقاء على نفس عدد الأصوات، هو عمليّة حرق أسماء لن ندخل فيها أبداً”.

 

وكان جعجع استهل مداخلته بتهنئة المركز بشخص رئيسه رينيه النجار وهيئته الإداريّة واللجان الإداريّة فيه على العمل الذي يقومون به، طالباً منهم الإستمرار في العمل والبقاء في تواصل دائم مع القاعدة الحزبيّة والناس. ولفت إلى أن “القوّات اللبنانيّة” حزب سياسي ومهمتها الأساسيّة هي المواجهة السياسيّة الوطنيّة وهذا ما نقوم به على أكمل وجه، إلا أننا في ظل الأوضاع الراهنة نقوم أيضاً بدور إضافي وهو مساعدة أهلنا على الصمود في وجه الأزمة وأود في هذه المناسبة أن أتوجّه بالشكر العميق لرفاقنا في الإنتشار الذين لم يقصّروا يوماً منذ بداية الأزمة حتى اليوم في هذا الشأن”.

 

 

من جهتها، أكّدت النائبة ستريدا جعجع، أن “موقفنا على الصعيد الوطني وتموضعنا السياسي واضح ومعروف، إلا أن أهميّة ما نقوم به في قضاء بشري يكمن في أننا حوّلنا هذا القضاء إلى نموذج لكيفيّة عملنا وإدارتنا للشأن العام وبالتالي حولناه نموذجاً لـ”الجمهوريّة القويّة”. ولفتت إلى أن “هذا النموذج يقوم على: تطبيق القانون على الجميع من دون أي استثناء، بناء المؤسسات والشفافيّة، تداول السلطة واختيار الشخص المناسب في المكان المناسب”، مشددةً على أننا “قادرون على تطبيق هذا النموذج على مساحة الوطن”.

 

وكانت جعجع استهلت كلمتها بتوجيه الشكر “لرفيقي النجار على تنظيمه هذه الخلوة قبل الإستحقاقات الإنتخابيّة المقبلة”، وقالت: “أود أن أشدد في كلمتي على أهميّة قضاء بشري وصورة هذا القضاء على مستوى لبنان”.

 

ولفتت إلى أننا “كجماعة وضعنا هدفاً نصب أعيننا وهو تظهير نموذج الجمهوريّة القويّة من خلال قضاء بشري لكي نقول لجميع اللبنانيين أن خلاص لبنان ممكن ووطننا قادر على القيامة من جديد من خلال حزب القوّات اللبنانيّة، وقد تبلور هذا النموذج ونجح من خلال تواصلنا مع بعضنا البعض وتشكيلنا فريق عمل متجانس يعمل في سبيل الشأن العام والشأن العام فقط، وقد آثرنا اتخاذ القرارات المطلوبة بغض النظر عما إذا كانت هذه القرارات شعبويّة أم لا، الأمر الذي كلّفنا في بعض الأحيان دفع الأثمان السياسيّة على المستوى الحزبي والشخصي، ولكننا لم نتردّد لحظة، وفي أي يوم من الأيام، في اتخاذ هذه القرارات الصعبة لأننا واثقون من صحّتها وخدمتها للجماعة وبالتالي ما خسرناه على المدى القصير سيرتد لمصلحتنا ومصلحة الجماعة على المدى المتوسط والبعيد”.

 

وتابعت: “بناءً على كل ما تقدّم، يمكن أن نرى أهميّة الإستحقاقات الإنتخابيّة المقبلة علينا، إن لناحيّة البلديّة أو لجنة جبران خليل جبران الوطنيّة، والأهم في هذه المسألة هو أن نقوم باختيار الشخص المناسب لكي يكون في المكان المناسب خدمة للجماعة أولاً وحفاظاً على نهجنا في العمل كحزب، هذا بالإضافة إلى مسألة مهمّة جداً وهي إبقاء فريق العمل في القضاء متجانس باعتبار أن من سيصلون إلى البلديّة أو لجنة جبران هم حكماً من ضمن فريق العمل العام في قضاء بشري وفي مكان من الأمكنة هم أدوات عمل هذا المشروع على الأرض”.

 

وأوضحت أن “مسألة إجراء الإنتخابات البلديّة لم تحسم بعد، إلا أننا يجب أن نكون على جهوزيّة تامة لهذا الإستحقاق بغض النظر عن الضبابيّة التي تحوم حوله، أما بالنسبة لإنتخابات لجنة جبران خليل جبران الوطنيّة فقد تم تحديدها في 11 حزيران 2023، وبالتالي علينا بالعمل بكل جهد لهذا الإستحقاق، وهنا أود أن أغتم هذه الفرصة لأتوجّه بشكر عميق ومن القلب للأستاذ جوزف فنيانوس على العمل الذي قام به خلال ولايته كرئيس للجنة جبران في السنوات الخمس الماضية، رغم جائحة كورونا وانفجار المرفأ والتضخم المالي وانهيار سعر الصرف”.

 

وأعلنت أن “حزب “القوّات اللبنانيّة اتخذ قراره بدعم ترشيح البروفسور فادي حكيم رحمه واللائحة التي يترأسها لإنتخابات لجنة جبران الوطنيّة وأعدكم بأن النجاح سيكون كاملاً لهذه اللائحة”.

 

وتابعت: “أود أن أغتم هذه الفرصة أيضاً لأتعهد لرئيس الحزب الحكيم باسمكم وباسمي بأننا سنكمل المسيرة في ترسيخ نموذج الجمهوريّة القويّة في قضاء بشري أكثر فأكثر، ولن يقف أي شيء في وجهنا لأن الجماعة التي قدّمت الشهداء والمعتقلين وتحمل قضيّة عمرها 1400 سنة، لن يقف في وجهها بعض الطارئين على السياسة أو حفنة “التنفيعات”.

 

وختمت: “أود أن أشكركم على العمل الذي تقومون به، فسر نجاحنا يكمن في وجودكم، وتضامننا مع بعضنا البعض كجماعة وهذه هي الصورة المميزة لمنطقتنا”.

 

بعدها، كانت مداخلة لرئيس لنائب رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري رئيس بلديّة بشري فريدي كيروز تطرّق فيها لإنجازات المجلس البلدي خلال السّنوات السّبع السّابقة، كما تحدّث رئيس مركز بشرّي رنيه النجار عن تاريخ النضال في سبيل القضيّة، وأهميّة تضحيات الرّفاق في الحزب منذ أيام الحرب حتى يومنا هذا.

 

بدوره، تناول رئيس لجنة جبران خليل جبران الوطنيّة الأستاذ جوزف فنيانوس أبرز ما حقّقته اللجنة خلال ولاياتها. ومن ثم كانت مداخلات لأمناء ومسؤولي مكاتب المركز تناولت العمل الإداري خلال السنتين السابقتين، ونشاطات المركز المرتقبة في عام 2023.

 

من ثم انضم نحو 100 منخّب إلى الخلوة، وكانت كلمة للمرشح لرئاسة لجنة جبران خليل جبران الوطنية البروفسور فادي رحمة عرض فيها لمشروع لائحته الإنتخابي.

 

كما عُرض خلال الخلوة ملخّص للمساهمات الماليّة الّتي قُدّمت من قبل النّائب ستريدا جعجع ومركز بشرّي خلال العامين المنصرمين، تلاه تقرير عن نشاطات مكاتب المركز خلال السنتين الأخيرتين من إعداد شربل سعاده وإخراج كريستيل فخري.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى