
معلومات خاطئة ومغلوطة.. هذا أقلّه ما يمكن أن يقال حول تضخيم هول المعلومات التي تلاحق النائب ابراهيم كنعان لجهة علاقته مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.. إلا أن هذا لا يعني بأن بوادر الإنتكاسة قد أصابت علاقة الطرفين، إذ أنّ الجو ما بين كنعان وباسيل “متوتّر”، والجرة تُكسر بينهما رويدًا رويدًا..
ليس اتهام ولا افتراء إذ قلنا بأن باسيل متوجِسٌ من كنعان، إذ يُعتبر كنعان “حرفيًّا” شخصية تُشكّل عِبئًا كبيرًا على باسيل لناحية الحيثيّة التّي يشكّلها كنعان بين أوساط العونيين، إذ أنَّ العديد منهم يعلمون تمامًا بأنَّ عقلية ابراهيم كنعان السّياسيّة لا تُشبه أبدًا الأفعال الباسيليّة التّي أخذت التّيار نحو الانفراط، والتّشتت، والغوص ببؤر المصالح والمحسوبيات.
ما يقلق باسيل بالدّرجة الأولى هي مروحة العلاقات الواسعة التّي يحافظ عليها النائب ابراهيم كنعان، إذ أنّه وبظل الدوّامة التي وضع جبران باسيل نفسه بها لجهة الخلافات، لم يُدخل كنعان نفسه، لا بل بقي على مسافة واحدة من الأحزاب، ولم يشأ أن يَدخلَ بأيّ سجالاتٍ سياسيّة، على عكس جبران باسيل الذي لم يدع له ولا أي صديقٍ واحدٍ، إذ أنّه مرفوض من قبل كافة الكتل بدءًا من ١٤ آذار، وصولاً إلى حاضنته الشيعيّة أي حزب الله، حيث أن القيادة السّياسيّة للأخير أي حزب الله لا توفّر فرصة إلا وتعبّر عن حجم الاستفزاز الذي يشكّلهُ جبران باسيل لها، خاصةً بعد انتهاء عهد الرئيس السابق ميشال عون.
ابراهيم كنعان وباعتراف الخصوم هو “السياسيّ النّاجح”، وهنا لا بدّ من أن نستذكر كلام قيادة حركة أمل -ألذ أعداء جبران باسيل- عندما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن كنعان هو التلميذ الشاطر الذي ينهي واجبه بامتياز.. وهذا ما كان ظاهرًا على أرض الواقع، إذ أن لجنة المال والموازنة كانت من أنشط وأهم اللجان النيابية، حيث دأب كنعان على العمل ليلا نهارًا لإتمام وإنجاز الملفات، وهذا ما دفع بالقيادات السياسية بأن تعبر عن احترامها لكنعان وعمله السياسي قبل أي شيء آخر.
وعليه، وبالعربي الدارج، ابراهيم كنعان لسانو دافئ، وصديق الكل، فلما لا يعلن ترشيحه للرئاسة؟
يقال بأن النائب ابراهيم كنعان قد أخذ عهدًا على نفسه لناحية أن لا يدخل بأي سجالٍ أو إشكال خلال حياة الجنرال، وأن لا يُقدم على أي خطوة حاليًا، لكن من قال بأن كنعان لا يسعى للرئاسة؟؟
لم لا وكنعان الشخصيّة المارونيّة صاحب التاريخ السياسي العريق، والانجازات المحلية والخارجية سواء الشخصية منها أو السياسية، هذا بالإضافة إلى قاعدة علاقات واسعة يتخطى من خلالها أي شخصية مسيحية.
وعليه، صحيح بأن كنعان وإذ ترشّح سيكون لديه نقاط تَفُوقُ تلك التي قد يحصل عليها باسيل، إلا أن ما يهم الشعب اليوم هو نفسه ووطنه، فهل يعقل أن نبقى بدوامات السجالات والسجالات المضادة والذهاب نحو الانحدار بسرعة قياسية من دون الإلتفات إلى الحلول.