Nouvelles internationales

أوكرانيا تنهي تحضيراتها لهجوم الربيع… والروس يتحصّنون

بالتزامن مع استعداد القوات الروسية والأوكرانية على حد سواء لجولة جديدة من المعارك العنيفة مع اقتراب الشتاء من الانتهاء، كشف وزير الدفاع الأوكراني أنّ بلاده “تنهي التحضيرات” استعداداً لهجومها المضاد الذي يُتوقّع أن تكون نتيجته حاسمة لبقية فصول الحرب. قيما تواصل موسكو عمليّة التجنيد وتعمل على تحصين مواقعها العسكرية في الأراضي الأوكرانية التي تُسيطر عليها.

وأكد أولكسي ريزنيكوف، في إفادة صحافية عبر الإنترنت اليوم الجمعة، أنّ القوات الأوكرانية “مستعدة بدرجة كبيرة” للمضي قدما في الهجوم.

ولم يذكر موعدا لبدء الهجوم المضاد، لكنه قال: “بمجرد أن يتحسّن الطقس ويتخذ القادة قرارهم سنشن الهجوم”.

ومنذ أسابيع، تتحدث كييف عن هجوم مضاد ستشنّه خلال الربيع ضد القوات الروسية المتمركزة في شرق البلاد.

وتأمل القوات الأوكرانية أن يُغيّر هجومها المزمع ديناميكيات الحرب التي اندلعت منذ غزو روسيا أوكرانيا قبل 14 شهراً.

وتسيطر روسيا على مساحات شاسعة من الأراضي الأوكرانية في الشرق والجنوب والجنوب الشرقي. وقال الجيش الأوكراني في أحدث تقاريره اليومية عن الحرب إن باخموت، وهي مدينة صغيرة في الشرق، لا تزال المحور الرئيسي للقتال.

معدات حديثة

وكثفت أوكرانيا مطالبها قبل أشهر لحلفائها الغربيين من أجل دعمها بالسلاح والدبابات والمروحيات وأنظمة الدفاع المتطورة.

وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، هذا الأسبوع، أنّ حلفاء وشركاء كييف الغربيين سلموها جميع المركبات القتالية التي تعهدوا بها.

وقال ريزنيكوف إنّ أوكرانيا تلقت الكثير من المعدات الحديثة، وإن “التدريب على بعض المعدات الغربية مستمر”، حيث يتدرب الآلاف من القوات الأوكرانية في الغرب على استخدام معدات عسكرية مختلفة في ساحة المعركة.

تحصينات روسية

من جهتها، فإنّ روسيا التي استخلصت العبر من الهزائم التي منيت بها العام الماضي، باتت مستعدة أيضاً لصد أي هجوم أوكراني.

وتمتد المنشآت الروسية من خيرسون في الجنوب إلى شمال شرق أوكرانيا أي بين 800 و 900 كلم. ويشير برادي أفريك من معهد الابحاث الأميركي “انتربرايز انستيتيوت” إلى تراكم “طبقات التحصينات والخنادق”.

ويوضح أنّ هذا يشمل الخنادق المضادة للدبابات والحواجز وخطوط الدفاع المصنعة مسبقا مثل “أسنان التنين” وخنادق للرجال.

وتصطدم الهجمات الأوكرانية بالتالي بعدة جدران متتالية. يقول بيار رازو المدير الأكاديمي لمؤسسة البحر الأبيض المتوسط للدراسات الاستراتيجية (FMES) إنّ “هدف الروس هو تحقيق النجاح”.

ويضيف: “في الجدار الثاني، يميل المهاجم إلى التعثر وحتى إذا مر، فالثالث معقد”.

ويعتمد الكرملين كما فعل منذ بدء الحرب، على خزان من الجنود يواصل التزايد عبر حملة تجنيد.

ويؤكد فيليب غرو وفنسان توريه في دراسة لمؤسسة الأبحاث الإستراتيجية (FRS) أنّ “الاستعدادات الروسية حتى لو استنفدت جهودها لا تزال تملك ما يكفي من الاحتياطي من الرجال للمساهمة في امتصاص الصدمة.

واضافا: “لقد وضعوا ما يكفي من الإجراءات المضادة لتعقيد أي تقدم أوكراني بشكل كبير”.

حتى جنود الاحتياط غير المدربين بشكل جيد يمكنهم على الأرجح الاحتفاظ بخطوط. يقول فاسيلي كاشين إنّ “أي هجوم أوكراني، حتى الأكثر فاعلية، لن يضع حدا لهذه الحرب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى