غاب الاستحقاق الرئاسي عن الاجندات الداخلية والخارجية، بعد «الصفعة» التي تلقتها المعارضة «المصدومة» من التراجع «الفظ» لـ «التيار الوطني الحر» عن شبه اتفاق، كانت توضع اللمسات الاخيرة عليه، لتظهير دعم موحد لمرشح رئاسي يمكن من خلاله اجهاض فرص رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية الرئاسية.
المعارضة مربكة
لا خطة «باء» عند هذه القوى التي عادت الى المربع الاول، ولا تملك اي خيارات سوى السلبية وسط مخاوف جدية، عبّرت عنها اوساط «قواتية» من مغبة صفقة يمكن ان يقوم بها رئيس «التيار الوطني الحر» في باريس ينال من خلالها حصة وازنة في العهد الجديد، مقابل تغطية جلسة انتخاب فرنجية بتأمين النصاب، واعطاء الحرية لنواب كتلته المنقسمين حول خياراته الرئاسية، وهو ما تنفيه مصادر «التيار» التي تؤكد انها لم تقم باي فعل خيانة، لان الامور لم تصل اصلا الى خواتيمها، والتفاوض مع المعارضة لم ينجح لاعتبارات كثيرة، اهمها الاصرار على تبني خطاب تحد لا يمكن ان يصل باي رئيس الى بعبدا، بل اكثر من ذلك، فان «معراب» اظهرت في مرحلة متقدمة من التفاوض، ان اختيار اسم الوزير السابق جهاد ازعور مجرد مناورة تخفي من ورائها مرشحا آخر لم تسمه؟!
هل يحصل «الاختراق»؟
وفيما يعول «معسكر» داعمي فرنجية على هذا الانقسام، لتعزيز حظوظ مرشحهم من خلال الحديث عن خطأ يرتكبه البعض في اجراءات عدّ الاصوات النيابية من خلال الاخذ بكل الكتل النيابية باعتبارها «بلوكا» واحدا، وذلك في اطار التلميح الى حصول العديد من الاختراقات المهمة في اكثر من كتلة، لا تزال مصادر في «الوطني الحر» تنفي وجود انقسامات داخل تكتل «لبنان القوي»، وهي تشير الى ان اي رهان على ذلك ليس في مكانه، وهي تؤكد ان الاتصالات التي يقوم بها النائب جبران باسيل في باريس تدور في سياق تثبيت مواقف التيار والدفاع عنه، وهو يحاول تحقيق اختراق في الموقف الفرنسي لا العكس.