فيما كانت الهدنة الجديدة تشهد عددا اقل من الخروقات من قبل فريقي القتال، تحت الضغط الاميركي – السعودي على طرفي الصراع للالتزام بالهدنة، اتهم عضو مجلس السيادة السوداني الفريق ياسر العطا، في تطور خطر، قوات «الدعم السريع» بنهب مطابع العملة في الخرطوم، ومخزون الدولة من النقد الوطني واحتياط بنك السودان من الذهب.
وقال العطا «إن قوات التمرّد (الدعم السريع) اخترقت الهدنة بهجومها على مقر مطابع العُملة بالخرطوم، ونهب مخزون الدولة من النقد الوطني واحتياط بنك السودان من الذهب». وأضاف أن «قوات التمرد تنهب السودان باسم الديمقراطية»، مؤكدا «أن قيادة الجيش وجّهت عناصرها بالالتزام بالهدنة وعدم الاشتباك مع المتمردين بعد هجومهم على مطابع العملة».
هذا، ويستمر الهدوء على جبهات القتال بين قوات الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في اليوم الثاني لسريان اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بينهما في جدة السبت الماضي. وسجّل تحليقا للطائرات في سماء العاصمة الخرطوم
في المقابل، قال مستشار قائد قوات «الدعم السريع» موسى خدام «إن قوات الدعم لا تزال ملتزمة بالهدنة، ولم تسجل أي خروق من جانبها». ونفى سيطرة قوات «الدعم السريع» على عدد من المستشفيات.
ضغوط دولية
سياسيا، قالت الخارجية السعودية إن الرياض وواشنطن أبلغتا طرفي الصراع في السودان بوجود انتهاكات، وطالبتا بالالتزام بوقف إطلاق النار، وذلك بعد تسجيل انتهاكات للهدنة في أول أيامها بمدينتي الخرطوم والأُبيّض.
وأضافت الخارجية السعودية في بيان إن المملكة والولايات المتحدة تجددان التأكيد على أهمية اتفاقية وقف إطلاق النار المبرم بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في جدة يوم 20 أيار الجاري.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن لجنة التنسيق ومراقبة وقف إطلاق النار في السودان بحثت في جدة تقارير عن الانتهاكات، وكذلك آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى السودانيين.
وأضاف ميلر في مؤتمر صحافي أن واشنطن تمتلك أدوات للتعامل مع انتهاكات وقف إطلاق النار، ولن تتردد في استخدامها.
الوضع الإنساني
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنّ مئات المدنيين، بينهم موظفون في المنظمة الدولية، قتلوا خلال 6 أسابيع من القتال في السودان. وأضاف غوتيريش خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن حماية المدنيين في النزاعات المسلحة، أن الصراع دفع 250 ألف شخص إلى الفرار من السودان.
من جانبه، حذر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك من احتمالية أن يكون للصراع الدائر في السودان تأثير إقليمي إذا لم يتم إيقافه.
واشار إلى سعي الأمم المتحدة الى توسيع عملياتها الإنسانية في البلاد.
وقالت اللجنة العليا لمعالجة الأوضاع الإنسانية في السودان إن نحو 7 آلاف من مرضى الفشل الكلوي في البلاد بحاجة إلى مساعدات لعلاجهم. ويواجه المصابون بأمراض مزمنة صعوبات كبيرة في الحصول على فرص للعلاج، في ظل تراجع الخدمات الطبية والضغط على المستشفيات جراء القتال.