Nouvelles Locales

بولا يعقوبيان : الوفاء لدم أهالينا لا يكون إلا بوحدتنا حول قضيتنا المقدسة.

الكلمة التي ألقتها النائبة بولا يعقوبيان إحياء للذكرى 109 للإبادة الأرمنية، التي نظمتها في مقر حملة دفا بحضور مجموعة من الوجوه الدينية، الاجتماعية، الثقافية والفنية.

الحضور الكريم

إن رفع الصوت اليوم هو لحماية مشاريع الضحايا المقبلة، ولمنع السفاح من تكرار جرائمه، ولتحصين مستقبل أفضل للبشرية جمعاء.

نقف مع المظلوم ليس فقط كرمى لذكرى أهلنا الذين ذهبوا ضحية، بل من أجل أولادنا.

أهلي ماتوا كما كثر من أهالي الحاضرين معنا اليوم في هذه المناسبة الأليمة، لكن نحن من نجعل قضيتهم حيّة، عبر التذكير أنهم كانوا أبرياء يستحقون العيش بأرضهم ومنازلهم.

الأسوأ من المجرم، هو السياسي الخبيث الذي يتفنن بتمييز الضحايا، وكأنّه يُعطي أسباباً تخفيفية للمجرم، عندما تطال جرائمه أناس معينة.

لو لم تتم شرذمة الضحايا، ما كانت استمرت المجازر، ولا تكررت إلى يومنا هذا وبدم بارد.فاليد التي حملت البندقية والسيف وسحلت الأرمن، لا تختلف عن اليد التي قتلت السريان والكلدان وشردت الأكراد، وعلقت مشانق العرب المسلمين في ساحة الشهداء في بيروت. ولا تختلف عن الدبابة والطيارة التي تُبيد شعب غزة اليوم أمام أنظار العالم الذي يقف بين عاجز ومتواطئ .

قبل أن نتعلم توحيد راية الضحايا، لن نستطيع قطع أيدي السفاحين.قبل أن نتوقف عن تمييز الدم “ما في دم نقي ودم ملوث، وضحية باب أول وضحية باب تاني”، لن نستطيع أن نكون بشراً وأن نقف في وجه وحوش العنصرية والتطرف والإرهاب.

قبل أن نحمل قضايا غيرنا ونُعلي الصوت، لن نستطيع أن نحمل قضيتنا ونرفع الصوت لإحقاقها. وقبل أن نتعلم ألا نكون عنصريين وألا نعتدي على بعضنا ولا نُرّهب بعضنا، لا يحق لنا أن نحمل قضايا إنسانية كقضية المجازر التي ارتكبت بحق الأرمن .

“وما تقولوا بقى المجازر الأرمنية لأنها مجازر ارتكبت فينا”

في هذه الوقفة الإنسانية اليوم كنا قررنا أن نرفع صلوات من الأرض للسماء. لكن للأسف روح الانتقام السياسي التي تشبه روحية السفاح، بعدما أطلقت علينا رصاصة الاغتيال المعنوي أنزلت علينا اليوم الحرم الكنسي. “لم يحضر أي من الآباء الأرمن”.

لم لا يحق لنا التضامن مع شهداء واحدة من أقدس قضايا الإنسان عبر التاريخ؟

هذا السؤال أوجهه برسم الضمير إذا وُجد!!

على أي حال، الصلاة لا تحتاج إلى وسيط ولا إلى ممثل للسماء.

ورجال الدين للأسف يكونون أحيانا جزء من منظومة السلطة مهما كانت هالسلطة مجرمة.

وهنا لا بد من توجيه التحية والشكر لكل الآباء الحاضرين.

وأفظع من مافيا السلطة في بلدي، هم من يزورون التاريخ ويقولون أن الصراع ديني (إسلام ومسيحي) وهذه كذبة كبيرة.

أتمنى منكن أن تبحثوا وتقرأوا التاريخ الموثق، وألا تستمعوا إلى تجار الهيكل وتجار السياسة، لأنهم ينتهجون نهج فرق تسد.

الألمان غطوا وشاركوا بقتل وتشريد الأرمن.

العرب المسلمون انقذوا أبي وعاش معهم في طرابلس .

الشريف حسين كان من أكثر من أنقذ وساعد أرمن. وهذا بحسب وثيقة موجودة طالب فيها الشريف حسين قائد الثورة، الولاة بحماية الأرمن أينما وجدوا

من زُهِقت أرواحم خلال المجازر، لم يحتاجوا لوسيط كي يسلموا الروح ويتركوا هذا العالم، الذي يُظهر كل يوم أن الوحشية جزء من تكوين معظم القيمين عليه.

انظروا إلى أوروبا اليوم!! أوروبا حقوق الإنسان!!

أنظروا إلى موقفها من ارتساخ!!

أخدوا الغاز الأذري وسكتوا عن الدم الأرمني!!

“هلقد صار الإنسان صغير ورخيص قدام المصالح!! ليتدفى المجتمع الدولي باع خيو الإنسان!! ”

أنظروا إلى الموقف من الإبادة للفلسطيني في غزة، الذي واجه المصير الأرمني نفسه في العالم 1948.

“حجة الأقوى هي دائماً أفضل”

والوحوش أنواع منهم البشع الذي يرتكب جريمته بدم بارد، ومنهم الأبشع وهو الذي يسكت عن الجزار، وبِسُكوته يبرر له ويساعده ويفتح له الطريق لارتكاب المزيد من الجرائم.

في الختام يهمني التأكيد أن إحياء هذه الذكرى لا يهدف أبداً لتكريس العداء لشعب أو جماعة، إنما يهدف في الأساس لإحقاق الحق، ولنتذكر كي لا تُعاد. وأنّبه من خطورة تحويل هكذا قضية إنسانية إلى قضية ثأر وتجارة بالضحايا.

الوفاء لدم أهالينا لا يكون إلا بوحدتنا حول قضيتنا المقدسة.

لروح أبي سيراكان وروح كل الشهداء الرحمة.

بإسم اختي روزيتا وإسمي وكل عائلتنا، أشكركم مشاركتنا ذكرانا الأليمة، آملين أن نجعل منها رجاءً إنسانياً للوحدة ضد الظلم والقهر.

بولا سيراكان يعقوبيان

رابط الفيديو https://youtu.be/XZgLf56a008


 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى