لبنان على حافة الهاوية: هل تفتح حرب الجنوب الباب لعودة داعش؟
في خضم تصاعد التوترات في جنوب لبنان واشتداد النزاع مع إسرائيل، ظهرت علامات مقلقة تشير إلى احتمالية عودة تنظيم داعش إلى الساحة اللبنانية. هذه المخاوف تأتي في أعقاب الهجوم الأخير على السفارة الأميركية في بيروت، والذي تفّذه أشخاص مرتبطون بداعش. بينما ينشغل حزب الله في مواجهة إسرائيل، هل يمكن أن تفسح هذه الديناميكية الجديدة المجال للجماعات السنية المتطرفة لإعادة تنظيم صفوفها؟
الجنوب اللبناني: جبهة مفتوحة وورقة ضغط
يحكم حزب الله قبضته على جنوب لبنان، حيث يحشد قواته ويستخدم المنطقة كقاعدة لشن هجمات على إسرائيل. لكن في خطوة مثيرة للقلق، يبدو أن الحزب قد بدأ في إبداء تساهل نسبي تجاه وجود بعض الجماعات السنية المسلحة في الجنوب، التي قد ترى في الحرب مع إسرائيل فرصة لاستعادة نشاطها وتأثيرها.
إن فتح المجال أمام هذه الجماعات، حتى وإن كان محدودًا، يثير تساؤلات حول تداعيات هذه الاستراتيجية. فهل يسعى حزب الله لاستغلال هذه الفصائل كورقة ضغط إضافية ضد إسرائيل؟ أم أن السماح بوجودهم قد يعطي دافعا لجماعات سنية إرهابية مثل داعش بالعودة من جديد؟
هجوم السفارة: إنذار مبكر
الهجوم الأخير على السفارة الأميركية في بيروت يعد تذكيرًا صارخًا بأن خطر التطرف لم يختفِ تمامًا من لبنان. إن تبني جماعة مرتبطة بداعش لهذا الهجوم يشير إلى أن التنظيم ما زال قادرًا على تنفيذ عمليات كبيرة في قلب العاصمة اللبنانية. هذه الحادثة قد تكون بمثابة مؤشر على أن داعش يبحث عن فرصة جديدة لإعادة تأكيد وجوده في المنطقة.
الدولة اللبنانية: في مواجهة خيارات صعبة
الحكومة اللبنانية تقف الآن أمام تحديات غير مسبوقة. فهي بين مطرقة الضغوط المحلية والدولية لحفظ الأمن الداخلي وسندان تأثير حزب الله القوي على الأرض. السماح بأي تحرك للجماعات المتطرفة في الجنوب قد يعرض البلاد لخطر انهيار أمني، بينما أي مواجهة مباشرة مع حزب الله قد تؤدي إلى تصعيد داخلي قد يزعزع الاستقرار الهش أصلاً..
سيناريوهات المستقبل: تحديات وفرص
المستقبل يبدو غير واضح في لبنان، حيث تتقاطع فيه مصالح وتحديات متعددة. عودة داعش أو أي جماعة متطرفة أخرى إلى الساحة قد تؤدي إلى:
1. تفاقم النزاعات الطائفية: مما يزيد من خطر اندلاع اشتباكات واسعة النطاق بين الجماعات المختلفة.
2. زيادة الضغط على الحكومة اللبنانية: التي ستجد نفسها مضطرة إلى التعامل مع تهديد أمني جديد في وقت تواجه فيه أزمات اقتصادية وسياسية متعددة.
3. تعزيز الدور الإقليمي: لكل من إيران والسعودية في دعم حلفائهما المحليين، مما قد يعمق التدخلات الخارجية في الشؤون اللبنانية.
في الوقت الذي يسعى فيه لبنان لإيجاد توازن دقيق بين قواه الداخلية المتنافسة، فإن بروز أي تهديد جديد من قبل الجماعات المتطرفة سيضع البلاد أمام اختبار جديد لقدرتها على الصمود والبقاء في مواجهة العواصف.
إن التوترات المتصاعدة في الجنوب والتحديات الأمنية المتزايدة، خاصة مع ظهور جماعات متطرفة مثل داعش، تضع لبنان على حافة مرحلة جديدة من عدم الاستقرار. بينما يستمر حزب الله في مواجهة إسرائيل، فإن السماح للجماعات السنية المسلحة بالنشاط قد يحمل في طياته مخاطرة كبيرة بعودة الإرهاب إلى الساحة اللبنانية.