Nouvelles internationales

فرنسا تفرض توجهات جنسية في الألعاب الأولمبية

كتب المحامي جهاد ابو نادر عبر صفحته على فيسبوك : إن المحاكاة الساخرة للعشاء السري للرسام ليوناردو دا فنشي ، خلال الحفل الافتتاحي للألعاب الأولمبية في باريس، عبر لوحات لراقصين شبه عراة تصور توجهات جنسية مختلفة ، ليس مصادفة ، أو حدثاً عفوياً، أو هفوة عابرة ، بل هو عمل ممنهج ، مدروس ، له دلالاته ، وأهدافه ،وداعميه .

ما كان هذا العمل ليبصر النور ، لولا وجود داعمين له ظاهرين وخفيين اساسيين من أصحاب النفوذ العابر للدول ، سواء في اللجنة المنظمة للاحتفالات الأولمبية ، أو في الدولة المضيفة ، أي فرنسا ، بحيث بدا واضحاً كل الوضوح أن هؤلاء أرادوا ، وبقوة، توجيه رسالة الى العالم باسره ، تتمثل في دعمهم المطلق لمجتمع الميم ، من مثليين ،ومتحولين، ومترددين ، ومزدوجي العلاقات، عبر الاستفادة من هذا الحدث الرياضي الشبابي الجامع للتأثير في الفئات الشبابية التي يسهل تقبلها لمثل هذه الافكار، لا سيما اذا ما انطلقت من حدث مهم واستندت الى حملة اعلامية منظمة واسعة.

إن محاولة الدمج في المجتمع الرياضي ، هي حلقة إضافية من سلسلة حلقات دمج اساسية ، من بينها الحملات الممنهجة لادخال المثلية الجنسية في المنهاج التربوي ، وفرضها بالقوة وبالرهاب ، على أطفال لم تتكون شخصيتهم وهويتهم، خلافاً لرغبة أهاليهم وأسر هم ، وبصورة مناقضة للقيم التي تربى عليها هؤلاء ويرغبون بتنشئة أولادهم عليها.

يتخذ الداعمون لهذه الحملات الممنهجة من حقوق الانسان ستاراً براقاً ، للقول أن المثليين يتعرضون لعمليات قمع وأذى بسبب ميولهم الجنسية ، مما يوجب ، حسب رأيهم ، الدفاع عن حريتهم وتوجهاتهم وحقوقهم والاعتراف لهم بحق الاختلاف وتقديم الدعم المعنوي لهم في كل المجالات علناً لتسهيل دمجهم في المجتمع .

إلا أنه وإن كان يحق لهؤلاء إن لا يتعرضوا للإضطهاد بسبب ميولهم وأفكارهم، الا ان حمايتهم لا تكون بالسماح لهم التعرض للأفكار والتوجهات المخالفة لمعتقداتهم وميولهم ، لا سيما التعرض علناً وفي مناسبة جامعة رياضية بامتياز ،للديانة المسيحية ورموزها بالسخرية والتهكم العلنيين ، ليس لشيء، الا لأن قيمها الاخلاقية من المحبة الى التسامح والعفة واللطف والتواضع والاجتهاد والاحسان تتعارض مع دعواتهم وأفكارهم ومعتقداتهم التي لا تقوم الا على التفلت الجنسي من كل القيود.

الأهم من ذلك أن تصرفات هؤلاء لا تندرج في إطار الدفاع عن الحقوق ، بل في أطار الهجوم على كل الافكار والقيم التي تعارض توجهاتهم وتدميرها ، بحيث أصبحوا مجموعات منظمة ومتماسكة تفرض رأيها وفكرها بالقوة والرهاب على المدارس والعائلات والمناهج والمؤسسات الاعلامية والرياضية والمنظمات الدولية والدول ، وتهاجم بقوة كل من يعترض افكارها وتتهمه برهاب المثلية homophobia حتى خرت لهم دول عدة ليس أقلها فرنسا التي تنكرت لكل قيمها الدينية والاخلاقية والتاريخية عبر تحويل حفل افتتاح لألعاب الأولمبية الجامعة مناسبة للترويج لهذه البدع والدفاع عنها.

إن البحث عن حلول لما تقدم ، لا يكون بانكار وجود هذه المشكلة ، والاكتفاء باصدار البيانات المستنكرة، بل بمواجهتها في العمق وعلى كل المستويات، بجدية عن خطة شاملة اعلامية ، قانونية ، اجتماعية ، تربوية ، دينية ، تضمن حماية حقهم بعدم الاضطهاد ، وبمواجهة افكارهم البالية عبر تعزيز ثقافة القيم العائلية ، والاخلاقية ، والدينية ، والتربوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى