أهملتها.. فأهملتك!
والآن تسأل: لماذا؟!
تسأل لماذا تغيّرت وأنت السبب في حُزنها وانعزالها! تسأل لماذا تبدلت أحوالها وأنت لم يخطر ببالك مرة تتفقد أحوالها!
تسأل لماذا أصبحت هكذا.. بين عصبية منفعلة، وباردة لا تُبالي!
أنت مَن أوصلتها لهذا الحد؛ تعودتَ منها على العطاء دون رد، وسمعتَ منها على عجلٍ دون فهم، وغضضتَ الطرف عنها عن عمدٍ وقصد.. صبرَت على غيابك رغم حضورك الباهت معها بلا فائدة، ومنحتك الحب دون تقدير أو شكر، اتهمتها أنها لم تعد كما كانت، ورميتها بالبرود واللا مبالاة، وهى كالبراكين تغلي من داخلها..
أنت الذي لا حلو في كلامك، ولا أمان في سلامك، ولا رجاء في التماس أعذارك، وهي التي صبرت وتحملت وعانت، هي
التي وقفت بجوارك وسندت وجبرت وأهدت عمرها ودائع مُتفرقة لك فخذلتها!
كانت تأمل أن تمنحها فقط السلام، أن تشعر بظلك أنت لا الحوائط التي تسمع أنينها، وترى دموعها وتُشفق عليها دونك،
كانت مُضيئة لامعة، أتتك كنجمة من وسط كواكب أهلها فأطفأتها، وشكوت منها في كل شيء، لم تجبرها بكلمة، ولم تقطف مِن أجلها وردة، ولم تضع حبة سكر واحدة داخل مرار أيامها..
ليست باردة كما تزعم، أو جامدة كما تتوهم؛ فالورد يبقى الورد وإن تجاهلت الأنوف عطره، وإن تعاقب عليه خريفٌ تلو الخريف، ولكن العلة في الساقي، أو ربما في تربة لم تكن صالحة للنبت؛ حرمتها الماء، ومنعتها الهواء، وبدلًا من أن تُراعيها عايرتها!
والآن أتيت تسأل: لماذا تغيرت؟!
ارجع حيث أتيت.. إن كانت أهملتك شعورًا، فأنت بكل شعورٍ قتـلتها