جاء في “النّهار”:
يشهد لبنان زحمة دبلوماسيّة تعكس السباق المحموم مع الميدان، في محاولة لتطبيق القرار 1701. ويرى البعض أن زيارة موفد قطري لبيروت تندرج ضمن هذا الإطار، ولاسيما أن قطر استقبلت رئيس “الشاباك” ورئيس المخابرات الأميركية، وبالتالي تبذل جهودا كبيرة في هذه المرحلة، تذكّر بتسوية الدوحة. هل ما تقوم به الدوحة منسّق مع الولايات المتحدة باعتبارها صاحبة القرار؟ وهل المساعي القطرية هي بالتشاور مع المملكة العربية السعودية التي لها دورها؟ ومن يستضيف القمة الإسلامية العربية؟
سبق لـ”النهار” أن كشفت أن زيارة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط للبنان، كانت من أجل استطلاع إمكان انعقاد قمة عربية طارئة، لذلك فالدور السعودي أساسي وخصوصاً لناحية التنسيق بين الرياض وطهران، ويعول عليه بحكم علاقة إيران بـ”حزب الله”. فهي الداعم الأساسي للحزب، والمواقف الإيرانية الأخيرة تؤكد أن إيران هي من يمسك بجزء أساسي من الورقة اللبنانية، في حين أن للرياض دورا كبيرا على مستوى الخماسية أو في إطار التنسيق الفرنسي – السعودي، إلى الجهود التي يبذلها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ما يعني أن لقطر أهميتها في هذه المرحلة. وسبق لموفدها أن زار بيروت مراراً بهدف تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، أما اليوم فثمة مساع لوقف النار وانتخاب رئيس، وأي تسوية ستفوق بكثير تسوية الدوحة وتلامس الطائف من دون المس به.
مصادر دبلوماسية مواكبة لهذا الحراك وعلى صلة بالدور الخليجي تؤكد لـ”النهار” أن زيارة الموفد القطري تندرج في إطار السعي إلى وقف النار وانتخاب رئيس للجمهورية، ووضع المسؤولين اللبنانيين في أجواء محادثات الدوحة التي شهدت أكثر من زيارة لموفدين دوليين ولاسيما لرئيس المخابرات الأميركية، وبالتالي تؤكد أن لبنان كان حاضراً بقوة ولم ينحصر البحث في غزة، وخلافاً لما يقال فإن قطر لا تمانع في فصل المسار اللبناني عن غزة من أجل وقف النار، بل إنها مع فصل المسار وانتخاب رئيس. وفي غضون ذلك، بدا أن لزيارة موفدها العاصمة اللبنانية أهميتها في هذا التوقيت شكلاً ومضموناً، لكن الأولوية لوقف إطلاق النار، ولاحقاً السعي في إطار جهود الخماسية لانتخاب رئيس. ولا تؤكد ولا تنفي أن هناك تسوية تعدّ للبنان، في حين تلمح إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستوضح مسار وقف النار الذي تعتبره أساساً من غزة إلى لبنان.
وتخلص المصادر إلى أن عناوين البحث هي وقف الحرب وتطبيق الـقرار 1701، وصولا إلى دعم الجيش اللبناني، وهذه من العناوين الأساسية التي تساهم في تطبيق القرار 1701، أضف إلى ذلك استمرار الجسر الجوي الإنساني بين الدوحة وبيروت. أما عن إمكان تأثير التواصل مع جهود المملكة العربية السعودية، فتؤكد أن التنسيق جار مع كل دول مجلس التعاون الخليجي، ولا مشكلة في هذا الإطار على الإطلاق، فالرياض تقوم بدور مع إيران وكذلك سلطنة عمان، إضافة إلى دور القاهرة، والتواصل بين هذه الدول وواشنطن مستمر، والأمر عينه على خط باريس، ما يعني أن لا مشكلة أو تباينات أو خلافات، والهدف هو وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان.
ويبقى أخيراً أن مساعد الأمين العام للجامعة العربية السفير حسام زكي، كشف في لقاء مع أحد المسؤولين اللبنانيين، رداً على تأخير انعقاد القمّة العربية، أن ثمّة مساعي ثنائية وثلاثية ورباعية بين السعودية وفرنسا وبين الرياض وطهران، إلى دور قطر ومصر، وهذه الجهود برمتها تصب في خانة موقف الجامعة العربية الهادف إلى وقف النار في لبنان وغزة.