السفير غملوش عن عملية البترون: وكأننا نشاهد فيلم رعب على كوكب لا دولة فيه ولا قانون
وطنية – رأى السفير العالمي للسلام رئيس جمعية “تنمية السلام العالمي” حسين غملوش، أن “ما تقوم به اسرائيل في لبنان وبالتحديد ما قامت به من عملية انزال في البترون يعطينا الانطباع باننا نشاهد فيلم رعب على كوكب لا دولة فيه ولا شعب ولا قانون”، واصفا هذا العمل ب “الخطير والوقح”.
واذ انتقد الاهمال الذي يتعرض له النازحون، قال: “وصل عدد القاطنين في المنزل الواحد في احدى المحافظات الى 8 عائلات، لم يحصلوا جميعهم على اي نوع من المساعدات، بعدما صم بعض المسؤولين آذانهم عن سماع صوت معاناة الناس ومطالبهم المحقة”، داعيا الى “التفتيش عن مشاريع سكنية لايواء النازحين فيها، خصوصا اننا على ابواب فصل الشتاء، والمستلزمات الاساسية غير متوافرة من تدفئة وبطانيات وفرش وغيرها، ما يدفع بالكثيرين منهم الى مغادرة الاماكن التي نزحوا اليها الى اماكن اكثر ملاءمة لظروفهم”.
ونوه بخطوة جلب منشآت جاهزة توضع على عقارات تابعة للدولة، يتم التحضير لها بالتعاون مع احدى الدول العربية، كحل لمشكلة النزوح التي تتجدد باستمرار، بسبب سياسة الارض المحروقة التي ينتهجها العدو الاسرائيلي، مشيرا الى انه “في هذا الوقت بالذات يجب ان يشعر المواطن انه يعيش في كنف دولة ترعاه وتحافظ على كرامته “.
وقال: “يشتكي معظم الناس الذين يتصلون بجمعيتنا من ندرة المساعدات التي يحصلون عليها، وهناك من حجبت عنه كليا، في وقت يتم تداول معلومات عن ان المساعدات يتم تخزينها، وتصدر تصاريح عن نواب تتهم بعض الاحزاب بتجاوزات في هذا الموضوع، نحن لا ننكر ان الحاجة تفوق القدرات بكثير، ولكن المطلوب في هذا الوقت بالذات التعالي عن المصالح الخاصة والحسابات الشخصية، ولنتطلع الى مصلحة المواطن اولا ولو لمرة واحدة، فتمسك الدولة زمام الامور وتعمد الى الافراج فورا عن المساعدات وتشرك القوى الامنية من قوى امن وجيش في عملية التوزيع، فنحن من المؤمنين بأن الدولة فقط هي الرافعة للمواطن وهي التي تصون كرامته وتحفظ امنه وامانه”.
من جهة ثانية، لفت غملوش الى ان المطلوب التشدد في قمع الاشكالات التي تحصل بين المجتمعات المضيفة والنازحين، “لان التقاتل الداخلي خط احمر، وبالتالي المطلوب من الفريقين التحلي بروح المسؤولية الوطنية والتعالي عن صغائر الامور والخلافات البسيطة لتمرير هذه الفترة التي نخسر فيها البشر والحجر”، داعيا القوى الامنية الى “الضرب بيد من حديد ومعاقبة كل من تسول له نفسه العبث بالسلم الاهلي الى اية جهة انتمى”.
ورأى ان العدو يعمد من خلال تدمير المتاحف والمنازل والقصور الاثرية القديمة والمساجد والمقامات الدينية، الى “تدمير رموز ثقافية ودينية بهدف المس بهويتنا وطمس تاريخنا وتقويض وحدتنا، كما انه يهدف الى التأثير نفسيا واجتماعيا على الاهالي”، مشيرا الى ان “هذا النوع من الاعتداءات يعد انتهاكا دوليا وتجرمه اتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية”.
وختم غملوش: “فلنتذكر دائما، مسؤولين ومواطنين، أننا ننتمي الى وطن قبل انتمائنا الى الطائفة، والمطلوب منا التشارك في الخيارات الوطنية ومواجهة المآسي التي تمر علينا بالتعاضد والوحدة كي نستطيع اجتياز الازمات”.