كتب دكتور اليان سركيس عبر منصة مواطنون لبنانيون حول العالم :
إلى فخامة الرئيس جوزيف عون ودولة الرئيس نواف سلام.
في ظل الأزمة المالية والاقتصادية الخانقة التي يعاني منها لبنان، ومع استمرار انهيار الثقة بين المودعين والقطاع المصرفي، نشدد على أن تعيين أي حاكم جديد لمصرف لبنان يجب أن يتم وفق معايير الكفاءة، النزاهة، والشفافية، وليس بناءً على التبعية للمصارف كما كان الحال في السابق. إن اختيار شخصيات من نفس المنظومة التي أوصلت البلاد إلى الانهيار، كرياض سلامة سابقًا ووسيم منصوري اليوم، لن يؤدي إلا إلى تعميق الأزمة وإطالة معاناة المواطنين.
إننا نؤكد أن المودع لا يعرف حاكم مصرف لبنان، ولا الدولة، ولا رئاسة الحكومة أو الجمهورية. المودع عندما قام بإيداع أمواله، وقع عقدًا واضحًا مع المصرف، وليس مع المصرف المركزي أو الدولة. وعليه، فإن المسؤولية الأولى والأخيرة عن إعادة الودائع تقع على عاتق المصارف نفسها، فهي الجهة التي تلقت أموال الناس، واستفادت منها، وعليها أن تتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه المودعين.
إن أي محاولة لتهرّب المصارف من مسؤولياتها أو تحميل المودعين نتائج الفشل المالي أمر مرفوض تمامًا. وعلى الدولة أن تتخذ إجراءات حاسمة تلزم المصارف بإعادة الحقوق لأصحابها، بدلًا من الاستمرار في سياسات المماطلة والتسويف التي تزيد من معاناة اللبنانيين وتعمّق الانهيار الاقتصادي.
نريد حاكمًا لمصرف لبنان يكون مستقلاً، نظيف الكف، وملتزمًا بإصلاح القطاع المصرفي، وإعادة بناء الثقة المفقودة. فهل هناك إرادة سياسية حقيقية لتحقيق ذلك، أم أن النهج القديم سيستمر على حساب أموال الناس ومستقبل البلاد؟
