أعلنت السلطات القضائية الإيرانية، صباح اليوم السبت، تنفيذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص، قالت إنهم أعضاء في مجموعة “إرهابية” ودينوا بتهمة شن هجمات مسلحة وتفجيرات استهدفت محافظة خوزستان الواقعة جنوب غرب إيران. وجاء الإعلان عن الإعدام عبر موقع السلطة القضائية الإيراني “ميزان أونلاين”، الذي أكد أن هؤلاء الستة “ارتكبوا في السنوات الأخيرة سلسلة من العمليات المسلحة والتفجيرات التي استهدفت أمن محافظة خوزستان”.
وتعد محافظة خوزستان، الغنية بالموارد النفطية والاستراتيجية على الحدود مع العراق، منطقة تواجه توترات أمنية متكررة، حيث شهدت خلال السنوات الماضية نشاطات مسلحة وعنفًا طائفيًا، ما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات صارمة لحماية الأمن والاستقرار. وأشار المصدر القضائي إلى أن الإعدامات نفذت فجر اليوم، ضمن سلسلة من الإجراءات التي تتخذها طهران بحق ما تصفهم بالـ”انفصاليين الإرهابيين”، مؤكداً أن هذه العمليات كانت تهدف إلى زعزعة أمن المحافظة وإحداث حالة من الفوضى.
ويأتي تنفيذ حكم الإعدام في وقت تشهد فيه إيران ضغوطاً دولية وانتقادات حقوقية بشأن استخدام عقوبة الإعدام، خصوصاً في القضايا المتعلقة بالمعارضة أو الجماعات المصنفة إرهابية. وتقول السلطات الإيرانية إن هذه الأحكام تستند إلى القانون الوطني، في حين تنتقد منظمات حقوق الإنسان الدولية هذه الإجراءات، معتبرة أن بعض الأحكام تفتقر إلى محاكمات عادلة وشفافية كاملة، وأنها قد تستهدف أيضاً معارضين سياسيين أو مجموعات عرقية ودينية تسعى الحكومة إلى كبح نشاطها.
وتظل مسألة عقوبة الإعدام في إيران محل جدل واسع على المستوى الدولي، خاصة مع استمرار الجماعات الحقوقية في مطالبة طهران بإلغاء الإعدامات، واعتبارها انتهاكاً للحق في الحياة وحرية التعبير. ومع ذلك، تؤكد السلطات الإيرانية أن تنفيذ هذه الأحكام جزء من مسؤولياتها في الحفاظ على الأمن الوطني ومكافحة “الإرهاب” بكافة أشكاله، وأنها ستواصل تطبيق القانون بحزم ضد كل من يُدان بتنفيذ أعمال تهدد السلامة العامة واستقرار البلاد.
من المتوقع أن تستمر السلطات الإيرانية في الإعلان عن مثل هذه الإجراءات ضد عناصر تعتبرها “إرهابية” أو انفصالية، في إطار سياستها الأمنية الرامية إلى السيطرة على المناطق الساخنة وحماية الاستقرار الوطني.
