
أقام سفير دولة الإمارات العربية المتحدة فهد الكعبي حفل استقبال لمناسبة العيد الوطني الرابع والخمسين لتأسيس الاتحاد في 2 كانون الأوّل 1971 تحت شعار “متحدون”، في حضور رسمي وسياسي وديبلوماسي حاشد.
حضر الاحتفال وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة ممثّلًا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس الوزراء القاضي الدكتور نواف سلام، النائب فادي علامة ممثّلًا رئيس مجلس النواب نبيه بري، بالإضافة إلى نائب رئيس مجلس النواب إلياس أبو صعب ونائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور طارق متري.
كما شارك في الاحتفال كل من وزراء: الإعلام المحامي د. بول مرقص، المالية ياسين جابر، الداخلية أحمد الحجار، الطاقة جو الصدي، السياحة لورا لحود الخازن، البيئة تمارا الزين، والمهجرين وشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كمال شحادة.
كما حضر رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل ، الوزير السابق زياد مكاري ممثّلًا رئيس تيار “المرده” سليمان فرنجيه، بالاضافة الى عدد من النواب والوزراء السابقين والامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكيه ونقيبي الصحافة والمحررين عوني الكعكي وجوزيف القصيفي.
كذلك شهد الاحتفال حضورًا أمنيًا وديبلوماسيًا تقدّمه العميد الركن أمين القاعي ممثلا قائد الجيش العماد رودولف هيكل على رأس وفد من القيادة، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء رائد عبدالله، المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير، وسفراء الولايات المتحدة الأميركية ميشال عيسى، فرنسا هيرفي ماغرو، المملكة العربية وليد بخاري، مصر علاء موسى، قطر سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، الاتحاد الاوروبي ساندرا دو وال، بالإضافة إلى حشد من الشخصيات الدينية والاقتصادية والاجتماعية والاعلامية.
وللمناسبة القى السفير الكعبي كلمة قال فيها:
“يسعدني أن أرحب بكم اليوم ونحن نحتفل بالذكرى الرابعة والخمسين لتأسيس وقيام الإمارات العربية المتحدة، تحت شعار هذا العام “متحدون”، الذي يجسّد وحدة مجتمعنا وتلاحم مكوناته، ويعبر عن قيم التعاون والعمل المشترك التي قامت عليها دولتنا منذ تأسيسها”.
أضاف: “في هذا اليوم نستذكر مسيرة وطنٍ استثنائية انطلقت من رؤيةٍ حكيمة وإرادةٍ راسخة، فجعلت من الاتحاد نموذجًا فريدًا في البناء والتنمية والتقدم، ورسخت ملامح الحاضر، وأرست دعائم المستقبل، بفضل قيادةٍ رشيدة جعلت الإنسان محور التنمية، واعتبرت رفعة الدولة وازدهارها غايتها الدائمة”.
تابع: في 2 كانون الأول عام 1971، تم الإعلان رسميًا عن قيام دولة الإمارات، ورفع علم الاتحاد عاليًا، وانتخب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أول رئيس للدولة والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائبًا للرئيس. وفي 9 كانون الأول 1971 تم تشكيل أول مجلس وزراء، وانضمت دولة الإمارات في نفس العام إلى منظمة الأمم المتحدة”.
وقال: “يأتي احتفالنا بعيد الاتحاد هذا العام تحت شعار “متحدون”، وبالتزامن مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة 2025 عام المجتمع. ويمثل هذا الإعلان تجسيدًا لإيمان القيادة الرشيدة العميق بقدرة أبناء الوطن والمقيمين على الإسهام البنّاء في مسيرة التقدّم والنهضة، وتعزيز قيم المشاركة والتكاتف التي شكّلت أساس قيام دولة الاتحاد”.
وأشار الى انه “منذ اللحظة الأولى لتأسيس الاتحاد، جعل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الإنسانَ محورَ التنمية وغايتها، مستندًا إلى رؤية استشرافية تؤمن بأن بناء الإنسان هو الأساس لبناء الوطن، وأن تمكينه هو القوة الحقيقية لنهضة الدولة وازدهارها”.
وقال: “اليوم، تواصل قيادتنا الرشيدة المسيرة ذاتها بخطى واثقة، مستندة إلى القيم الراسخة والرؤية الحكيمة التي جعلت من دولة الإمارات نموذجًا يحتذى في الريادة والابتكار والقدرة على التكيّف مع متغيرات العصر”.
أضاف: “تتبنّى دولة الإمارات سياسة خارجية تتّسم بالاتزان والانفتاح، وتجعل من الحوار والتفاهم ركائز أساسية لعلاقاتها مع مختلف دول العالم. وقد واصلت دولة الإمارات مسيرتها الوطنية التي ترتكز على مد جسور التعاون الدولي وتعزيز الحوار، حيث تعد هذه القيم والمبادئ والأسس ركائز السياسة الخارجية لدولة الإمارات منذ تأسيسها، إلى جانب احترام حسن الجوار وسيادة الدول والقانون الدولي. تؤمن الدولة بأن السلام والتنمية مساران متكاملان لصنع مستقبل أفضل للشعوب، وتسعى من خلال مبادراتها المتعددة إلى دعم الجهود الإنسانية، وتعزيز التعاون الدولي، وتحقيق الأمن والاستقرار العالمي”.
تابع: “تعكس العلاقات المتميزة بين دولة الإمارات والجمهورية اللبنانية الشقيقة عمق الروابط الأخوية القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وإننا نتطلع إلى مواصلة العمل المشترك لفتح آفاق أوسع للتعاون في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك”.
وقال: “بالحديث عن الإنجازات الوطنية وجسور الشراكات الاقتصادية، فقد نمت التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات بنسبة 24% في النصف الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق. كما جاءت دولة الإمارات في المرتبة الثانية عالمياً في عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة”.
أضاف: “تواصل دولة الإمارات التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف، وفي كل المنصات الدولية، لدعم العمل المناخي، بما في ذلك من خلال مبادرة “ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف” مع كل من أذربيجان والبرازيل”.
تابع: “في “عام الاستدامة – 2024″ أصدرت الحكومة الاتحادية أكثر من 87 سياسة ومبادرة وقراراً تنظيمياً في قطاعات الاستدامـة، كما استضافت الإمارات القمة العالمية للأمن الغذائي. وتستعد الإمارات بالشراكة مع السنغال لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026.”
وقال: “لقد أطلقت دولة الإمارات نموذجا جديدا يمثل إنجازا مهما في مسيرة الذكاء الاصطناعي في المنطقة، وهو فالكون عربي والذي يعد أول نموذج ذكاء اصطناعي باللغة العربية ضمن سلسلة فالكون. وجاءت الإمارات في صدارة المنطقة ضمن “مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي”، والذي شمل 193 دولة”.
وأكد أن وزارة الخارجية تجسد الرؤية الوطنية للقيادة الرشيدة في تقديم خدمات قنصلية نوعية، بما يضمن أفضل رعاية ودعم لمواطني الدولة في الخارج، ويعكس حرص دولة الإمارات الدائم على تطوير منظومة عملها الدبلوماسي بما يتماشى مع توجهاتها المستقبلية”.
وقال: “إن ما حققته دولة الإمارات من إنجازات، وما تواصل تحقيقه اليوم، هو امتداد للرؤية الاستشرافية التي تبنتها القيادة الرشيدة؛ رؤية جعلت الإنسان محور التنمية، والابتكار أساس التقدم، والاستدامة نهجًا راسخًا في بناء المستقبل”.
وختم: “نؤكد في هذه المناسبة الوطنية التزام دولة الإمارات نهجها الثابت القائم على التعاون والانفتاح والعمل البنّاء مع مختلف الدول والمجتمعات، دعماً للسلم والاستقرار والتنمية المستدامة. ونتوجّه بجزيل الشكر والتقدير لكل من أسهم في تعزيز العلاقات بين دولة الإمارات والجمهورية اللبنانية الشقيقة سائلين المولى دوام التوفيق والازدهار للجميع. كل عام ودولة الإمارات بخير، وكل عام والعالم أجمع ينعم بالسلام والوئام والرخاء”.



