كشفت المصارف في يوم عملها الثاني بعد إقفال دام عشرة أيام في اعقاب عمليات اقتحامها من مودعين للحصول على ودائعهم، عن اجراءات جديدة تختلف بين فرع وآخر، ولكنها تتلاقى على اتخاذ المزيد من اجراءات الحماية المشددة عند مداخلها المصفحة بالحديد، تفادياً لوقوع اي اشكال.
وأبلغت مصادر مصرفية «نداء الوطن»، ان التدابير الجديدة ستشق طريقها تباعاً لتطبق على الزبائن كافة بهدف تنظيم انجاز المعاملات او عمليات السحويات ومنها قبض الرواتب، والتحويل على سعر صيرفة او المساعدات الاجتماعية او العملة الخضراء «الفريش دولار»، من دون ان تكون هناك آلية موحدة، بعدما تركت لكل ادارة فرع التصرف بما تراه مناسباً وبما يحفظ أمن موظفيه ويجنب اي عملية اقتحام.
ووفق المعلومات، فإنه بعد استعانة المصارف بحراس من «شركات خاصة»، والسماح فقط لاربعة اشخاص بالدخول معا الى حرمها، ما تسبب بطوابير من الازدحام والانتظار مع ما رافق ذلك من تلاسن واشكالات متنقلة، عمدت بعض المصارف الى منع الزبائن من الدخول اليها بحيث يخرج الموظف من حرم الفرع ويقوم بأخذ التوقيع او اعطاء مواعيد لانجاز المعاملات مع تحديد اليوم والساعة، بينما عمدت اخرى الى الطلب من الزبائن الحصول على بطاقة كي يتمكنوا من سحب اموالهم من الصراف الآلي مع فرض رسوم للحصول عليها لا تقل عن عشرة دولارات اميركية.
وفيما غابت الاشكالات عن اليوم الثاني من العمل بخلاف الاول، بقي الارباك يسود المودعين، وقد تحولت ماكينات السحب الالية ATM قبلتهم لسحب مدخراتهم المحددة، وسط انتظار في طوابير، فيما تواصل غضب الموظفين الذين توافدوا لسحب المساعدة الاجتماعية وقيمتها 55 دولاراً وتفاجأؤا بعدم توفر العملة الخضراء.
وقال أبو علي جبيلي لـ «نداء الوطن»، لم نرَ وقاحة أكثر من ذلك، أموالنا محجوزة في المصارف منذ أكثر من سنتين، ونأخذ شهرية «كوتا – شحادة»، تكاد لا تكفي مصروف البيت في ظل الازمة المعيشية وغلاء الاسعار وارتفاع الدولار، واليوم نجبر على اجراءات جديدة لا تراعي حقوقنا المكفولة بالدستور ولا احترامنا».
في مقابل المصارف، عاد التيار الكهربائي الى مدينة صيدا ولكن لساعة واحدة فقط، بعد انقطاع تام وكامل منذ أكثر من شهر وهي المدة الاطول التي تعاني منها المدينة منذ سنوات طويلة، وقد تفاوتت ردود فعل الصيداويين بين مرحب وساخر وغير مبال بعدما اعتادوا على التقنين وتنظيم شؤون حياتهم على وقع التغذية بالاشتراكات او تركيب الطاقة الشمسية.
الصيداوية عبير جمعة سارعت الى استغلال الكهرباء وقامت بغسل الثياب فوراً، وقالت لــ «نداء الوطن» منذ شهر لم استطع تشغيل الغسالة، فالاشتراك 2 أمبير ونصف وهي تحتاج الى أكثر من ذلك، ومصروفها مكلف في كل الاحوال، مؤكدة «ان ساعة التغذية رغم قساوتها تشكل بصيص نور وأمل في بلد ينحدر الى قعر الهاوية».
وحفلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الساخرة، ودوّن ناشطون عبارات مختلفة منها «يمكن الشركة شغّلت الكهرباء بالغلط»، و»يجب الاحتفال بها بما يليق بعودتها، و»الحمد الله استطعت استخدام المصعد للمرة الاولى منذ شهر كدت انساه»، و»في شي غريب بالمدينة بعض الشوارع مضاءة».
ومقابل حضور التيار الكهربائي، بدأت تلوح في الافق أزمة خبز بعدما عمدت بعض الافران الى اعداد كميات محدودة وفق حصولها على كميات الطحين المدعوم، تبيعها صباحاً ثم تقفل ابوابها او تبيع ما لديها من خبز افرنجي او معجنات وسط اجماع على ان هناك نقصاً بالخبز ولكن لن يصل الى أزمة كما السابق، رغم ان الطلب أكبر من الكميات المتوفرة في السوق، ويُتوقع إعادة النظر بتسعيرة الخبز خلال اليومين القادمين بفعل انخفاض الدولار وانخفاض سعر المحروقات».