Art

ملوك الكوميديا في لبنان.. ماريو وشادي والتاريخ العريق

ملوك الدراما في لبنان حرفيًّا، استطاعوا وعلى مدى سنواتٍ وسنوات إدخال الفرح والضّحكةٍ إلى قلوب اللّبنانيين، والعالم، حيث أنّهم لم يفشلوا يومًا بهذه المهمة، بظلّ الأوضاع التي تمرُّ بها البلاد.

مدرسة ماريو باسيل، وشادي مارون… فكلمة مدرسة لا تكفيهم أبدًا إذ أن هذا الثنائيّ استطاع أن يكسر العديد من الحواجز، وأدخل الفرح إلى قلوب الملايين.

وخلال حديث صحفي ” يوضح الممثل الكوميدي ماريو باسيل بأنَّ لبنان ومهما تعاضمت عليه المصائب يبقى لبنان الفرح، والحب، الحرية، والضّحكة، فمنذُ نشأت لبنان وهو يمرُّ بمصاعبٍ وأزماتٍ ومشاكلٍ لم تستطعْ أيّ منها أن تثنيه عن دوره في هذا الشرق من خلال بثّ الأمل، والضحكة، والإبتعاد عن الحزن والحروب..

وتاريخ مسرحيات ماريو باسيل خير دليلٍ على ذلك، إذ أنَّ “الكوميدي نايت” وعلى مدار 16 سنة تقريبًا دخلت قلوب الجميع، وبثّت داخل قلوب كل متابع اللّهفة للبسط والفرح بعيدًا عن نكد السّياسة اللّبنانيّة، لتكون من أهم المسرحيات الكوميدية العربيّة التي تُنزل الدمع حرفيًا بسبب الضحك.

الممثل شادي مارون يشاطر ماريو باسيل كلامه، إّذ يؤكّد خلال حديثه على أن دور لبنان لم ولن ينتهي، بل على العكس من ذلك تمامًا إذ أنَّ الشعب اللّبنانيّ لم يستسلم يومًا مهما تعاضمت عليهِ المصائب وتكاثرت.

ومن قلب لبنان، يكمل ماريو باسيل أعماله المسرحية التّي كوّن شخصيّته خلالها على مدى عشرات السّنوات، وهذه المرة عبر dramedy night ليكمل ماريو وشادي ومجموعة كبيرة من الكوميديين مسيرة الرحلة المسرحيّة الكوميديّة التّي لم تتوقف عن التّطور والتّطور.

وككل لبناني, يعاني هذا الثنائي من أزمات لبنان، إلا أنّهم استطاعوا تمرير هذه الكوارث بالضّحكة، ومن باب الأمل، فيقول شادي مارون:” صحيح بأنّنا نعاني، وصحيحٌ بأنّنا كممثلين يؤثّر هذا الأمر على إنتاجيتنا وعملنا، إلا أن هذا لا يعني أن نرفع العشرة، لا بل علينا الإستمرار باستكمال هذه المسيرة التّي نستطيع من خلالها أن نُضيء على كافة جوانب الحياة اللّبنانيّة الإيجابيّة والسّلبيّة بالضحكة التّي تضع الإصبع على الجرح.

وهذه هي الجرأة الإستثنائية التي أبهرنا بها الممثل ماريو باسيل خلال مسيرته “المتميّزة” التّي كوّن خلالها مسرحًا خاصًا استطاع أن يخرّج منه أهم الشّخصيات التي سلكت درب الكوميديا، ويقول ماريو بهذا الخصوص:” مسرح الكوميدي نايت” هو مسرح استثنائيّ لناحية التّصويب على الفكرة، و الإضاءة على الفساد، والسّياسة اللّبنانيّة من منظور مختلف يعتمد على الجرأة التي لا حدود لها، أضف إلى الضّحكة التي تُبكي واقعيًا إلا أنّها تخفف من وطأة هذه الأزمات في الكثير من الأحيان.”

لا يخفِ الثنائي حزنهما على لبنان، وشوقهما لرؤية لبنان القديم القائم على السّياحة والحب، والأمل, والسّلام، والبحبوحة، والسّهر، إذ يؤكد الممثل ماريو باسيل على أنَّ شعبَ لبنان هو فعلاً أكثر شعب محبّ للحياة، إذ أنّه وبظل الأزمات لم يبدِ لمرة واحدة استسلامه.

ويكمل ماريو باسيل، وشادي مارون رحلتهم بمسرحية الـ dramedy night في لبنان حاليًا مع فريق كبير من الكوميدين، لتكون هذه المسرحية مسرحية استثنائية جديدة تضاف إلى أرشيفهم الكبير الذي يشكّل فترة ذهبيّة أخرى للكوميديا في لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى