تشير مصادر متابعة ومواكبة لمسار الإستحقاق الرئاسي والملف اللبناني عموماً، بأن متغيّرات حصلت على صعيد الترشيحات الرئاسية، وقد يكون هناك عملية خلط أوراق، ربطاً بما جرى في كواليس قمة جدة، ومن خلال الإتصالات الجارية بين الفاتيكان وفرنسا، وعلى أكثر من خط داخلي وإقليمي ودولي، ما يعني أنه ليس هناك من أي حسم لهذا الخيار وذاك، بل أن الأمور لا تزال تدور في الحقلة المفرغة، وعلى هذه الخلفية فإن الأسبوع الجاري قد يضيء على بعض الجوانب المخفية في المشاورات واللقاءات الحاصلة.
وتقول مصار مقربة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، إلى ضرورة ترقّب موقف أو إشارة ما منه ، والذي يملك المعطيات والمعلومات، وقد يكون هو الوحيد الذي يلتقط الإشارات الخارجية، وعلى ضوئها سيحدِّد جلسة انتخاب الرئيس، وكل ما يقال إعلامياً ومن بعض السياسيين عن جلسة قريبة لمجلس النواب، لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة، إذ أن ثمة أجواء حول زيارات لموفدين عرب وغربيين إلى بيروت، وتحديداً من الدول المشاركة في اللقاء الخماسي، وانطلاقاً من النتائج المنتظرة، يمكن البناء على ما سيؤول إليه الإستحقاق الرئاسي
لذا، تؤكد المعلومات بأن الأجواء الراهنة اليوم، لا تنبئ بأن الأمور تتّجه إلى انتخاب رئيس جمهورية في وقت قريب، إلا في حال حصول تسوية قريبة لإيجاد مخارج دستورية وقانونية وسياسية في آن، لانتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون، ربطا بظروف البلد البالغة الدقة، خصوصاً أن ذلك يستوجب إيجاد شخصية قادرة على الإمساك بالأوضاع السياسية والأمنية والإقتصادية في البلد، لا سيما أن هذا المخرج تقترحه قطر، ويحظى بإجماع الدول الخمس، في حين أن فرنسا التي كانت متمسّكة برئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، لا يمكنها الخروج عن هذا الإجماع. وتشير المعلومات هنا، إلى أن موقف باريس المتشدِّد تجاه دعم فرنجية قد تراجع عما كان عليه، وبالتالي ثمة تأكيد أن لقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي، المتوقع في أوائل حزيران المقبل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، سيكون له وقعه في هذا السياق، لتغيير النظرة الفرنسية القائمة إلى الملف الرئاسي.
وأخيراً، تنبئ الإتصالات واللقاءات التي تحصل في الداخل والخارج، وإعادة تحريك بعض المبادرات، أنه ليس هناك من حسم لأي شخصية سياسية أو سواها بأنها باتت على قاب قوسين من دخول قصر بعبدا، بانتظار أن تتبلور الصورة في الأسابيع القليلة المقبلة.