مع عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة في الولايات المتحدة، يتضح أنه بدأ مبكراً في رسم سياسته الخارجية بخصوص الشرق الأوسط، وعلى رأسها ملف الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. إذ تشير مصادر مطلعة إلى أن ترامب بعث برسالة حازمة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يطالبه فيها بإنهاء الحرب في قطاع غزة قبل بداية ولايته الجديدة، ما يثير التساؤلات حول موقف ترامب من الحرب الدائرة، ورؤيته لعلاقته المستقبلية مع نتنياهو وإسرائيل بشكل عام.
موقف ترامب من الحرب في غزة: مصالح انتخابية أم تحول سياسي؟
لطالما تبنى ترامب مواقف داعمة تقليدياً لإسرائيل خلال فترة رئاسته الأولى، حيث اعترف بالقدس عاصمة لها ونقل السفارة الأميركية إليها، وألغى مساعدات للفلسطينيين. إلا أن رسالته الأخيرة إلى نتنياهو تحمل دلالات مختلفة. فرغم دعمه السابق غير المشروط، يبدو أن عودته إلى البيت الأبيض ترافقها رغبة في ضبط سياسة إسرائيل بما يتناسب مع مصالحه الرئاسية الخاصة ومصالح واشنطن على نطاق أوسع.
يرى مراقبون أن خطاب ترامب الموجه لنتنياهو بإنهاء الحرب يعكس بعداً انتخابياً يسعى من خلاله إلى كسب أصوات الأميركيين الذين يعارضون التورط العسكري أو التورط المالي الخارجي غير المبرر. فالولايات المتحدة قدّمت لإسرائيل مساعدات عسكرية بلغت نحو 18 مليار دولار خلال العام الماضي فقط، وهي مبالغ تأتي مباشرة من دافعي الضرائب الأميركيين. لذا، قد يسعى ترامب لإعادة تموضعه كزعيم يركز على “أميركا أولاً” من خلال إظهار حزم تجاه الحروب الخارجية والالتزامات المالية التي يتحملها المواطن الأميركي في دعم إسرائيل.
التوتر الشخصي بين ترامب ونتنياهو: هل يسعى ترامب لإزاحة نتنياهو؟
من اللافت أيضاً أن ترامب لم يُخفِ توتر علاقته مع نتنياهو في مناسبات سابقة، وذكر مرات عديدة أنه يعتبر نتنياهو شخصاً “يحتاج إلى اهتمام ودعم مستمرين”، وهو ما يمكن أن يشكل عبئاً سياسيًا في علاقات البلدين. قد يرى ترامب في نتنياهو شخصية تصعب التعامل معها على مستوى التحالفات الطويلة الأمد، ما يدفعه ربما لإعادة النظر في العلاقات التي تربط البلدين، أو حتى في مستقبل نتنياهو السياسي. يُذكر أن بعض المحللين يرون أن ترامب قد يسعى لتقوية نفوذه من خلال العمل على تقويض مكانة نتنياهو داخل إسرائيل، مما يضعف موقف الأخير ويزيد من خيارات الولايات المتحدة للتأثير في السياسة الإسرائيلية.
مساعدات الولايات المتحدة لإسرائيل: قضية محورية لإدارة ترامب
تتلقى إسرائيل مساعدات عسكرية واقتصادية ضخمة من الولايات المتحدة، وتعدّ هذه المساعدات من أبرز القضايا التي تثير الجدل في الداخل الأميركي. إذ يعترض بعض النواب والمواطنين على تخصيص هذه المبالغ الكبيرة لدعم إسرائيل بينما توجد قضايا داخلية تحتاج إلى تمويل، كالتعليم والصحة والبنية التحتية. لذا، من المتوقع أن يستغل ترامب هذه القضية لكسب الدعم الشعبي من خلال طرح رؤية جديدة تقلل من هذه التكاليف.