Culture

المرتضى: نريد لوطننا أن يكون دار سلام لأبنائه

دعا وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى الجميع الى التذكر، أن “الحضارة الانسانية لم يشيدها الا الفكر، وانه لم يبق من الحضارات التي تداولت الارض سوى الآثار الثقافية وحدها، أما سائر الآثار العسكرية السياسية وسواها فقد آلت إلى زوال”.

 
وقال: “هذا ما يعيدنا الى قول نابليون: ليس فخري في الأربعين معركة التي كسبتها في حياتي،… فإن واترلو ستمحو ذكرى الكثير من الانتصارات ..لكن ما سوف يحيا إلى الأبد، هو قانوني المدني”.

وأضاف إننا نريد لوطننا لبنان أن يكون دار سلام لأبنائه وعرين أسود جاهزة ومجهزة للدفاع عنه وعن ثرواته في وجه كل اعتداء يتعرض له من أعداء الإنسانية المتربصين صهاينة كانوا ام تكفيريين”.

 
كلام المرتضى جاء خلال حضوره ورعايته حفل توقيع كتاب “زحلة لبنان في القلب” للكاتبة المغتربة باسكال سعد اسطفان في القصر البلدي في زحله، في حضور وزير الصناعة في حكومة تصريف الإعمال النائب جورج بوشكيان، النواب: الياس اسطفان، سليم عون، الدكتور بلال الحشيمي، نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، رئيس بلدية زحلة – المعلقة -تعنايل المهندس اسعد زغيب على رأس اعضاء المجلس البلدي، مستشارة وزير الثقافة الدكتورة وديعة الخوري وحشد من الفاعليات السياسية، الثقافية لمدينة زحلة والجوار .
 
استهل وزير الثقافة كلامه عن مدينة زحلة: “في حكاية أنها سميت زحلة لأنها قطعة سماء زحلت عن كتف أطلس. وفي أخرى أن الجبل هو الذي زحل عنها خوفا من زئير أسودها. وفي كلتا الحكايتين تبقى زحلة قطعة سماء ومربى أسود، ومدينة ماء وخضرة وناس يتنشقون الثقافة والوطنية أطراف ليلهم وآناء النهار. زحلة التي أعطت لبنان والعرب والعالم أعلاما في التأريخ والشعر والأدب والفكر، منذ العمالقة الكبار حتى اليوم، مرورا بعظماء كسعيد عقل وراجي الراعي وحليم دموس، والكثير الكثير من راحلين ومعاصرين يضيق الوقت عن ذكرهم وتعداد إنجازاتهم، ها هي تجمعنا اليوم حول كتاب وشباب ورجاء”.

أما الكتاب فلن أضيف كثيرا على ما قيل فيه. يكفيني أن أنوه بأنه جهد مبارك لحفظ تراث الوجوه في عروس البقاع، وهو عندي تراث معادل على الأقل لنظيره المعماري أو السياحي أو المعرفي بشكل عام. ذلك أنه يختزن نبض القلوب التي لا تزال تخفق في حكايات قوم كانت خطاهم مزروعة بين المقاهي والشوارع والبيوت، وكانت أصداء أصواتهم تتزاحم ما بين شباك بيت وباب دكان، والأهم أنهم كانوا الحياة اليومية التي تقلبت أحداثها من فرح إلى حزن ومن ضحك إلى بكاء ومن رخاء إلى كرب. هذه الحياة اليومية التي تمليها سحنات الوجوه وأخبار ناسها البسطاء، هي وحدها الأصول الصحيحة التي على قواعدها يستطيع الدارسون أن يكتبوا تاريخ المدينة الحقيقي، بعيدا من القراءات الخاصة لمسارات الأحداث العامة التي عبرت بها”.
 
وتوجه الى الشباب لإعادة مد الجسور مع الكتب: “أما الشباب، والكتاب موجه إليهم في الأصل، ولا أعني هنا هذا الكتاب بعينه فقط، بل كل كتاب على الإطلاق، فإنهم مدعوون إلى الانخراط في عملية بناء الذات الثقافية لكل واحد منهم، بإعادة مد الجسور بينهم وبين الكتب، بعد الغربة التي نشأت منذ وقت ليس بقليل بينهما. هذه في الحقيقة مسؤولية رسمية على الدولة والسلطات المحلية والمدارس والمعاهد العلمية، وشخصية على الشباب أنفسهم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى