كانت معظم الكتل النيابية مضطرة إلى إقرار الموازنة لجملة اعتبارات برزت في الساعات الماضية، ووفق المعلومات المتناقلة فإن صندوق النقد الدولي ومن خلال أحد كبار المستشارين أرسل إلى المعنيين في بيروت أنه على المجلس النيابي ضرورة إقرار الموازنة وعدم تطييرها، وإلا ذلك سيكون له تبعات على العلاقة أو أن الحوار سيتوقف مع المعنيين في لبنان الذي يلتقون المسؤولين في واشنطن ونيويورك وبعض الدول الأوروبية أكان على مستوى صندوق النقد الدولي أو الدول المانحة والصناديق الضامنة، لذلك اضطر النواب بعدما تبلغوا رسائل بالجملة إلى سلوك هذا المنحى، إضافةً إلى أنه وفي حال لم تقر الموازنة فإن أزمة تربوية وصحية خانقة سيكون لها ارتدادات كبيرة على المستوى اللبناني، وذلك سيؤدي إلى فوضى عارمة لا أحد يتمكن من لجمها وربما أكثر من ذلك بكثير.
وفي سياق متصل، فإن ما تبلَّغه لبنان من أوساط ديبلوماسية غربية، وبعد البيان الثلاثي السعودي – الفرنسي – الأميركي المشترك، أن الاستحقاق الرئاسي دخل مرحلة التدويل وهذه مسألة محسومة بحيث هناك لقاءات جديدة ستحصل في وقت قريب وربما في باريس وعلى أثرها سيكون هناك موفدون غربيون وعرب إلى لبنان لتبليغهم بما تم التوافق عليه بالنسبة إلى هذا الاستحقاق، وذلك يعني ثمة تسوية تطبخ للبنان رئاسياً من خلال التوافق على شخصية، وهذا أمر محسوم بعدما تأكدت المعلومات بأن أكثر من مرشح طبيعي ومعروف بات خارج التداول وخارج اللعبة الرئاسية، وتلك قضية لا يمكن إغفالها على الإطلاق.
وتتابع الأوساط أن الاستحقاق الرئاسي دخل حيِّز التدويل كما حصل في بعض المحطات، وهناك توافق بين واشنطن وباريس والرياض وستنضم عواصم جديدة إليه، من أجل أن يصل لبنان إلى انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون ويكون هناك رئيس منتخب وبعدها يتسلَّم مهامه ويصعد إلى القصر الجمهوري لتشكل حكومة العهد الأولى وتأخذ الطابع الإصلاحي ليأتي بعدها الدعم، وإلا سيبقى لبنان قابعاً في نفق مظلم وهذا ما تؤكده أكثر من جهة عليمة.