Uncategorized

لا مازوت للمضخّات ولا مياه في طرابلس والشمال

نداء الوطن

بينما ينشغل لبنان الرسمي بترسيم الحدود البحرية وتوقيع الإتفاقيات، تنشغل مدينة طرابلس بأزماتها، وينشغل المواطن فيها بمشاكله اليومية وقد وصلت إلى حدّ العجز بالمؤسسات عن تأمين المياه والكهرباء والأمور الحياتية.

مشهد صهاريج المياه وهي تسير في شوارع طرابلس وأحيائها، وكذلك مشهد الأطفال وهم يملأون غالونات المياه من حيث وُجدت، لم يكن مألوفاً من قبل، بينما بات الآن واقعاً مستجداً على يوميات المدينة. فاعتباراً من يوم أمس لا مياه في طرابلس وذلك بعد إعلان مدير عام مؤسسة مياه لبنان الشمالي خالد عبيد أنها ستنقطع وبشكل تدريجي عن مناطق طرابلس والشمال كافة، وذلك بفعل الإنقطاع المستمر للتيار الكهربائي ونفاد كمية المازوت التي قدّمت للمؤسسة. كمية المازوت هذه التي حصلت عليها مؤسسة مياه الشمال من إحدى الجمعيات وكمية مقدّمة من النائبين أشرف ريفي وكريم كبارة قبل نحو أسبوعين قد نفدتا بحسب بيان عبيد، وبالتالي تعود الأمور اليوم إلى المربع الأول في مسألة انقطاع المياه في طرابلس ومناطق أخرى من الشمال، تتغذى جميعها عبر مؤسسة مياه لبنان الشمالي.

وبحسب البيان نفسه الذي يشير إلى انقطاع متواصل للتيار الكهربائي عن مؤسسة مياه لبنان الشمالي، في حين أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وإبان أزمة المياه الأخيرة قبل أسبوعين، كان قد أعلن في بيان أنه أعطى توجيهاته الصارمة لمؤسسة كهرباء لبنان “لتزويد شركة كهرباء قاديشا بالتيار الكهربائي والتي قامت بدورها بتغذية مضخات المياه التي عملت عند الساعة العاشرة ليلاً وسارعت الى ضغط الشبكة المائية لتصل المياه تباعاً الى المنازل مع ساعات الفجر الأولى”. في هذا الخضم كيف ينظر المواطن الطرابلسي إلى موضوع الترسيم؟ ينقسم الرأي العام الطرابلسي والشمالي حيال الترسيم البحري إلى جهتين: جهة ترى أن الترسيم قد يعطي لبنان فرصة ليتنفَّس اقتصادياً ومالياً بعد البدء باستخراج الثروات، وجهة أخرى ترى أن هذه السلطة ستبدّد أي ثروة لبنانية على طريقتها.

لكنّ الجهتين لهما التمنّي نفسه بأن يُحسن لبنان الرسمي استغلال هذه الثروات وأن يؤدي اتفاق الترسيم إلى خروج البلد من مشاكله وأزماته. ولكن من هنا حتى يؤتي الترسيم أكله، يبدو أن إنشغال المواطن الطرابلسي بمشاكله اليومية أكبر بكثير، لا سيما أنه على مشارف فصل الشتاء والمدارس حيث تضاف إلى معاناته معاناة تأمين الأقساط والكتب والقرطاسية، في ظل غياب كامل للدولة ومؤسساتها عن هذه المنطقة وعن رعاية أهلها وسكانها. فطرابلس بشكل خاص، وعكار وعموم الشمال بشكل عام، بحاجة إلى اتفاق إعادة ترسيم العلاقة بينها وبين الدولة ومؤسساتها، تعطي الدولة بموجب هذا الإتفاق لهذه المناطق حقوقها كما يقوم هؤلاء تجاه الدولة بواجباتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى